{ فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ } تبتلع وتأخذ { مَا يَأْفِكُونَ } فالتفت جميع ما ألقوا من الحبال والعصي ، لأنها إفك ، وكذب ، وزور وذلك كله باطل لا يقوم للحق ، ولا يقاومه .
فلما رأى السحرة هذه الآية العظيمة ، تيقنوا - لعلمهم - أن هذا ليس بسحر ، وإنما هو آية من آيات الله ، ومعجزة تنبئ بصدق موسى ، وصحة ما جاء به .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
يعنى: فإذا هي تلقم ما يكذبون من سحرهم...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره:"فَأْلَقى مُوسَى عَصَاهُ" حين ألقت السحرة حبالهم وعصيهم، "فَإذَا هيَ تَلْقَفُ مَا يأْفِكُونَ "يقول: فإذا عصا موسى تزدرد ما يأتون به من الفِرْية والسحر الذي لا حقيقة له، وإنما هو مخاييل وخدعة.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
"فألقى" عند ذلك "موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون" أي تناولت العصا ما موهوا به في أدنى مدة من الزمان، والتلقف: تناول الشئ بالفم بسرعة... ومعنى "ما يأفكون": ما يوهمون الانقلاب زورا وبهتانا.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{مَا يَأْفِكُونَ} ما يقلبونه عن وجهه وحقيقته بسحرهم وكيدهم، ويزوّرونه فيخيلون في حبالهم وعصيهم أنها حيات تسعى، بالتمويه على الناظرين أو إفكهم: سمى تلك الأشياء إفكاً مبالغة.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما قدم إضمار اسم موسى عليه السلام في الإلقاء الأول لأن الكلام كان معه، فلم يكن إلباس في أنه الفاعل. وكان الكلام هنا في السحرة، وختموا بذكر فرعون وعزته، صرح باسم موسى عليه الصلاة والسلام لنفي اللبس فقال: {فألقى} أي فتسبب عن صنع السحرة وتعقبه أن ألقى {موسى} وقابل جماعة ما ألقوه بمفرد ما ألقى، لأنه أدل على المعجزة، فقال {عصاه} أي التي جعلناها آية له، وتسبب عن إلقائه قوله: {فإذا هي تلقف} أي تبتلع في الحال بسرعة ونهمة {ما يأفكون} أي يصرفونه عن وجهه وحقيقته التي هي الجمادية بحيلهم وتخييلهم إلى ظن أنه حيات تسعى.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
(فألقى موسى عصاه، فإذا هي تلقف ما يأفكون).. ووقعت المفاجأة المذهلة التي لم يكن يتوقعها كبار السحرة؛ فلقد بذلوا غاية الجهد في فنهم الذي عاشوا به وأتقنوه؛ وجاءوا بأقصى ما يملك السحرة أن يصنعوه. وهم جمع كثير. محشود من كل مكان. وموسى وحده وليس معه إلا عصاه. ثم إذا هي تلقف ما يأفكون؛ واللقف أسرع حركة للأكل. وعهدهم بالسحر أن يكون تخييلا، ولكن هذه العصا تلقف حبالهم وعصيهم حقا. فلا تبقي لها أثرا.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.