تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ} (25)

فيقال لهم : { مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ } أي : ما الذي جرى عليكم اليوم ؟ وما الذي طرقكم لا ينصر بعضكم بعضا ، ولا يغيث بعضكم بعضا ، بعدما كنتم تزعمون في الدنيا ، أن آلهتكم ستدفع عنكم العذاب ، وتغيثكم وتشفع لكم عند اللّه ، فكأنهم لا يجيبون هذا السؤال ، لأنهم قد علاهم الذل والصغار ، واستسلموا لعذاب النار ، وخشعوا وخضعوا وأبلسوا ، فلم ينطقوا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ} (25)

ويقال لهم : " ما لكم لا تناصرون " على جهة التقريع والتوبيخ ، أي ينصر بعضكم بعضا فيمنعه من عذاب الله . وقيل : هو إشارة إلى قول أبي جهل يوم بدر : " نحن جميع منتصر " [ القمر : 44 ] . وأصله تتناصرون فطرحت إحدى التاءين تخفيفا . وشدد البزي التاء في الوصل .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ} (25)

ولما أوقفوا هذا الموقف الذليل ، قد شغلهم ما دهمهم من الأسف عن القال والقيل ، نودوا من مقام السطوة ، وحجاب الجبروت والعزة ، زيادة في تأسيفهم و توبيخهم وتعنيفهم لفتاً عن سياق الغيبة إلى الخطاب دلالة على أعظم خيبة : { ما لكم } أي أيّ شيء حصل لكم فشغلكم وألهاكم حال كونكم { لا تناصرون * } أي ينصر بعضكم بعضاً ، ويتسابقون في ذلك تسابق المتناظرين فيه أولي الجد والشكيمة والنخوة والحمية ولو بأدنى التناصر - بما يفهمه إسقاط التاء ، أو بعد تمكث وإعمال حيلة - بما أشارت إليه قراءة البزي عن ابن كثير بالمد والإدغام : أين قولكم في بدر { نحن جميع منتصر } معبرين بما دل على ثبات المناصرة .