الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ} (25)

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ما لكم لا تناصرون } قال : لا تمانعون منا { بل هم اليوم مستسلمون } مسخرون { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } أقبل بعضهم يلوم بعضاً قال : الضعفاء للذين استكبروا { إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين } تقهروننا بالقدرة [ ] عليكم { قالوا بل لم تكونوا مؤمنين } في علم الله { وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوماً طاغين } مشركين في علم الله { فحق علينا قول ربنا } فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء ، وكنتم أعزة { فإنهم يومئذٍ } قال : كلهم { في العذاب مشتركون } .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ما لكم لا تناصرون } قال : لا يدفع بعضكم بعضاً { بل هم اليوم مستسلمون } في عذاب الله { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } قال : الإنس على الجن قالت الإنس للجن { إنكم تأتوننا عن اليمين } قال : من قبل الخير أفتنهونا عنه . قالت الجن للإنس { بل لم تكونوا مؤمنين ، فحق علينا قول ربنا } قال : هذا قول الجن { فأغويناكم إنا كنا غاوين } هذا قول الشياطين لضلال بني آدم { ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم { بل جاء بالحق وصدق المرسلين } أي صدق من كان قبله من المرسلين { إنكم لذائقوا العذاب الأليم ، وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ، إلا عباد الله المخلصين } قال : هذه ثنية الله { أولئك لهم رزق معلوم } قال : الجنة .