تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (184)

{ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ } أي : الخليقة الأولين ، فكما انفرد بخلقكم ، وخلق من قبلكم من غير مشارك له في ذلك ، فأفردوه بالعبادة والتوحيد ، وكما أنعم عليكم بالإيجاد والإمداد بالنعم ، فقابلوه بشكره .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (184)

ثم استجاش شعيب مشاعر التقوى في نفوسهم ، وهو يذكرهم بخالقهم الواحد . خالق الأجيال كلها والسابقين جميعا :

( واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ) .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (184)

وقوله : { وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ } : يخوفهم بأس الله الذي خلقهم وخلق آباءهم الأوائل ، كما قال موسى ، عليه السلام : { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأوَّلِينَ } [ الصافات : 126 ] . قال ابن عباس ، ومجاهد ، والسُّدِّي ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : { وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ } يقول : خلق الأولين . وقرأ ابن زيد : { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا } [ يس : 62 ] .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (184)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{واتقوا} يقول: واخشوا أن يعذبكم في الدنيا {الذي خلقكم و} خلق {والجبلة} يعني: الخليقة {الأولين} يعني: الأمم الخالية الذين عذبوا في الدنيا قوم نوح وصالح، وقوم لوط.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره:"وَاتّقُوا" أيها القوم عقاب ربكم "الّذِي خَلَقَكُمْ"، وَ خلق "الجبِلّةَ الأوّلِينَ "يعني بالجبِلّة: الخلق الأوّلين.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي اتقوا نقمة الذي خلقكم، وخلق الجبلة الأولين أي كيف عذبهم، وانتقم منهم بظلمهم، والجبلة هي الخليقة، يقال: جبل أي خلق.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{الأَوَّلِينَ} يعني الأمم الخالية.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

والمراد أنه المتفضل بخلقهم وخلق من تقدمهم ممن لولا خلقهم لما كانوا مخلوقين.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

يخوفهم بأس الله الذي خلقهم وخلق آباءهم الأوائل..

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما وعظهم فابلغ في وعظهم بما ختمه بالنهي عن الفساد، خوفهم من سطوات الله تعالى ما أحل بمن هو أعظم منهم فقال: {واتقوا الذي خلقكم} أي فإعدامكم أهون شيء عليه، وأشار إلى ضعفهم وقوة من كان قبلهم بقوله: {والجبلة} أي الجماعة والأمة {الأولين} الذين كانوا على خلقة وطبيعة عظيمة كأنها الجبال قوة وصلابة لا سيما قوم هود عليه السلام الذين هم عرب مثلكم، وقد بلغت بهم الشدة في أبدانهم، والصلابة في جميع أركانهم، إلى أن قالوا {من أشد منا قوة} [فصلت: 15] وقد بلغكم ما أنزل بهم سبحانه من بأسه، لأن العرب أعلم الناس بأخبارهم.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

الواو عاطفة، أي خلقكم وخلق الجبلة الأولين، والجبلة الجماعات المجبولة على سير وأخلاق سبقوا إليها، سواء أكانت خيرا أم كانت شرا، والسياق يقول اتقوا الله، واملئوا قلوبكم بالخوف منه، أنتم والذين سبقوكم، وجبلوا على ما سلكوه واتبعوه، والأمر بالتقوى لهم، ولمن جبلوا عليه، ليصادرهم في دعواهم، إنهم يتبعون ما كان يعبد آباؤهم، فالتقوى مطلوبة منكم، وممن سبقوكم، وإن كانوا يجأرون بالشرك فإنهم مطالبون بالتقوى كما تطالبون.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

فمعنى: {واتقوا الذي خلقكم} أي: احذروا جبروته؛ لأنه خلقكم، وضمن لكم الأرزاق، وضمن لكم قضاء الحاجات، حتى العاجز عن الحركة سخر له القادر، وجعل للغني شرطا في إيمانه أن يعطي جزءا من سعيه للفقير، ويوصله إليه وهو مطمئن.

ومعنى: {والجبلة الأولين} الجبلة من الجبل، وكان له دور في حياة العربي، وعليه تدور الكثير من تعبيراتهم، ففيه صفات الفخامة والعظمة والرسوخ والثبات، فاشتقوا من الجبل (الجبلة) وتعني الملازمة والثبات على الشيء. ومعنى: {والجبلة الأولين} أي: الناس السابقين الذين جبلوا على العناد وتكذيب الرسل، فالله خلقكم وخلقهم، وقد رأيتم ما فعل الله بهم لما كذبوا رسله، لقد كتب الله النصر لرسله والهزيمة لمن كذبهم، فهؤلاء الذين سبقوكم من الأمم جبلوا على التكذيب، وكانوا ثابتين عليه لم يزحزحهم عن التكذيب شيء، فاحذروا أن تكونوا مثلهم فينزل بكم ما نزل بهم.