فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (184)

{ واتقوا الذى خَلَقَكُمْ والجبلة الأولين } قرأ الجمهور بكسر الجيم والباء وتشديد اللام ، وقرأ أبو حصين والأعمش والحسن والأعرج وشيبة بضمهما وتشديد اللام ، وقرأ السلمي بفتح الجيم مع سكون الباء . والجَبْلَة : الخليقة قاله مجاهد وغيره : يعني الأمم المتقدّمة ، يقال : جبل فلان على كذا أي خلق . قال النحاس : الخلق يقال له جبلة بكسر الحرفين الأوّلين وبضمهما مع تشديد اللام فيهما ، وبضم الجيم وفتحها وسكون الباء وضمه فتحها ، قال الهروي : الجِبِلَّة والجُبْلَة والجِبِلّ والجُبُلّ لغات ، وهو الجمع ذو العدد الكثير من الناس ، ومنه قوله تعالى : { جِبِلاًّ كَثِيراً } [ يس : 62 ] أي خلقاً كثيراً ، ومن ذلك قول الشاعر :

والموت أعظم حادث *** فيما يمرّ على الجبلة

/خ190