اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (184)

قوله : «وَالجِبِلَّةَ » العامة على كسر الجيم والباء وشد اللام . وأبو حصين{[37826]} والأعمش والحسن بضمّهما{[37827]} وشد اللام{[37828]} . والسُّلمي بفتح الجيم أو كسرها مع سكون الباء{[37829]} وهذه لغات في هذا الحرف ، ومعناه : الخلق المتَّحد الغليظ ، مأخوذٌ من الجبل{[37830]} قال الشاعر :

3923 - وَالمَوْتُ أَعْظَمُ حَادِثٍ *** مِمَّا يَمُرُّ على الجِبِلَّهْ{[37831]}

وقال الهروي{[37832]} : الجِبِلُّ والجُبُلُّ{[37833]} والجَبْلُ لغات ، وهو الجمع الكثير العدد من الناس{[37834]} . وقيل : «الجِبِلَّةُ » من قولهم : جُبِلَ على كذا ، أي : خُلِقَ وطُبِعَ عليه{[37835]} ، وسيأتي في «يس » إن شاء الله تعالى تمام الكلام على ذلك عند قوله : «جِبِلاًّ كَثِيراً »{[37836]} . والمراد ب «الجِبِلَّةِ الأَوَّلِينَ » : الأمم المتقدمين ، أي : أنه المنفرد بخلقهم وخلق من تقدمهم .


[37826]:ذكر ابن الجزري في طبقات القراء أن أبا حصين ممن أخذ عنه الأعمش ولم يترجم له. انظر طبقات القراء 1/315.
[37827]:في ب: بضمها. وهو تحريف.
[37828]:المختصر (107)، المحتسب 2/13، البحر المحيط 7/38.
[37829]:نقلها بالفتح عنه ابن خالويه: المختصر (107) وقال أبو حيان: (وقرأ السلمي "والجبلة" بكسر الجيم وسكون الباء، وفي نسخة عنه فتح الجيم وسكون الباء، وهي من جبلوا على كذا، أي خلقوا) البحر المحيط 7/38.
[37830]:انظر اللسان (جبل).
[37831]:البيت من الكامل، لم أهتد إلى قائله، وهو في تفسير غريب القرآن (320)، تفسير ابن عطية 11/146، القرطبي 13/136، البحر المحيط 7/30.
[37832]:تقدم.
[37833]:في ب: الجبل.
[37834]:انظر البحر المحيط 7/30.
[37835]:انظر اللسان (جبل).
[37836]:من قوله تعالى: {ولقد أظلَّ منكم جبلاًّ كثيراً أفلم تكونوا تعقلون} [يس: 62].