فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِينَ} (184)

{ وَاتَّقُوا } الله { الَّذِي خَلَقَكُمْ } أي من نطفة ، وإعدامكم أهون شيء عليه ، وأشار إلى ضعفهم وقوة من كان قبلهم بقوله { وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ } الذين أهلكوا بالمعاصي ، كقوم لوط كانوا على خلقة وطبيعة عظيمة . قرئ الجبلة بكسر الجيم والباء وتشديد اللام وقرئ بضمهما وتشديد اللام ، وقرئ بفتح الجيم مع سكون الباء . والجبلة الخليقة قاله مجاهد وغيره ، يعني الأمم المتقدمة يقال : جبل فلان على كذا أي خلق .

قال النحاس : الخلق يقال له جبلة بكسر الحرفين الأولين وبضمهما مع تشديد اللام فيهما ، وبضم الجيم وسكون الباء وضمه وفتحها قال الهروي الجبلة والجبلة والجبل والجبل لغات وهو الجمع والعدد الكثير من الناس . ومنه قوله تعالى { جبلا كثيرا } أي خلقا كثيرا .