تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ} (10)

فعند ذلك دعا نوح ربه [ فقال : ] { أَنِّي مَغْلُوبٌ } لا قدرة لي على الانتصار منهم ، لأنه لم يؤمن من قومه إلا القليل النادر ، ولا قدرة لهم على مقاومة قومهم ، { فَانْتَصِرْ } اللهم لي منهم ، وقال في الآية الأخرى : { رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } الآيات

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ} (10)

عندئذ عاد نوح إلى ربه الذي أرسله وكلفه مهمة التبليغ . عاد لينهي إليه ما انتهى إليه أمره مع قومه ، وما انتهى إليه جهده وعمله ؛ وما انتهت إليه طاقته ووسعه . ويدع له الأمر بعد أن لم تعد لديه طاقة لم يبذلها ، وبعد أن لم تبق له حيلة ولا حول :

( فدعا ربه : أني مغلوب . فانتصر ) . .

انتهت طاقتي . انتهى جهدي . انتهت قوتي . وغلبت على أمري . ( أني مغلوب فانتصر ) . . انتصر أنت يا ربي . انتصر لدعوتك . انتصر لحقك . انتصر لمنهجك . انتصر أنت فالأمر أمرك ، والدعوة دعوتك . وقد انتهى دوري !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ} (10)

{ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ } أي : إني ضعيف عن هؤلاء وعن مقاومتهم { فَانْتَصِرْ } أنت لدينك .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ} (10)

وقوله : فَدَعا رَبّهُ أني مَغْلُوبٌ فانْتَصِرْ يقول تعالى ذكره : فدعا نوح ربه : إن قومي قد غلبوني ، تمرّدا وَعتوّا ، ولا طاقة لي بهم ، فانتصر منهم بعقاب من عندك على كفرهم بك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ} (10)

وقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم والأعرج والحسن «أني » بفتح الألف ، أي «بأنه » كان دعاءه كان هذا المعنى . وقرأ عاصم أيضاً وابن أبي إسحاق وعيسى «إني » بكسر الألف كأن دعاءه كان هذا اللفظ قال سيبويه : المعنى قال إني .

وذهب جمهور المفسرين إلى أن المعنى أني قد غلبني الكفار بتكذيبهم وتخويفهم ، انتصر لي منهم بأن تهلكهم ، ويحتمل أن يريد : فانتصر لنفسك إذ كذبوا رسولك . ويؤيده قول ابن عباس إن المراد بقوله : لمن كان كفر الله تعالى ، فوقعت الإجابة على نحو ما دعا نوح عليه السلام ، وذهبت المتصوفة إلى أن المعنى : إني قد غلبتني نفسي في إفراطي في الدعاء على قومي فانتصر مني يا رب بمعاقبة إن شئت . والقول الأول هو الحق إن شاء الله يدل على ذلك اتصال قوله : { ففتحنا } الآية ، وذلك هو الانتصار في الكفار .