فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ} (10)

{ فدعا } نوح { ربه } على قومه : { أني } أي بأني ، وقرئ بكسر الهمزة إما على إضمار الو ، أي فقال : إني ، وإما إجراء للدعاء مجرى القول ، وهو مذهب الكوفيين { مغلوب } من جهة قومي ، لتمردهم ، عن الطاعة ، وزجرهم لي عن تبليغ الرسالة ، وذلك بعد صبره عليهم غاية الصبر حيث مكث ألف سنة إلا خمسين عاما يعالجهم ، فلم يفد فيهم شيئا ولم يئس عن إجابتهم وعلم تمردهم وعتوهم ، وإصرارهم على ضلالتهم ، طلب من ربه سبحانه النصرة عليهم فقال : { فانتصر } أي : انتقم لي منهم