السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ} (10)

قال الرازي : وهذا أصح لأنّ المقصود تقوية قلب النبيّ صلى الله عليه وسلم بذكر من تقدّمه وأيضاً يترتب عليه قوله تعالى : { فدعا ربه } وهذا الترتيب في غاية الحسن ، لأنّهم لمّا زجروه وانزجر هو عن دعائهم دعا ربه الذي رباه بالإحسان إليه وبرسالته { أني } أي : بأني { مغلوب } أي : من قومي كلهم بالقوّة والمنعة لا بالحجة وأكده إبلاغاً في الشكاية وإظهار الذل العبودية ؛ لأنّ الله تعالى عالمٌ بسر العبد وجهره فما شرع الدعاء في أصله إلا لإظهار التذلل وكذا الإبلاغ فيه ، وقال ابن عطية : غلبتني نفسي وحملتني على الدعاء عليهم . قال ابن عادل : وهو ضعيف . { فانتصر } أي : أوقع نصرتي عليهم أنت وحدك على أبلغ وجه فانتقم لي منهم .