تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

{ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ } وهو يوم القيامة الذي يفصل الله به بين الأولين والآخرين وبين كل مختلفين { مِيقَاتُهُمْ } أي : الخلائق { أَجْمَعِينَ }

كلهم سيجمعهم الله فيه ويحضرهم ويحضر أعمالهم ويكون الجزاء عليها

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

وإن خلق الإنسان بهذا الاستعداد المزدوج ، ونفي العبث عن فعل الله سبحانه ، ليقتضيان أن يكون لهذا الإنسان مصير معين ، ينتهي إليه بعد انتهاء رحلته الأرضية . وهذا هو صميم قضية الآخرة . ومن ثم يجيء بعد توجيه النظر إلى الحكمة والقصد في خلق السماوات والأرض . يجيء قوله تعالى :

( إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين . يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً ولا هم ينصرون إلا من رحم الله ، إنه هو العزيز الرحيم ) . .

يجيء هذا القول طبيعياً ومرتبطاً بما قبله كل الارتباط . فالحكمة تقتضي أن يكون هناك يوم يفصل فيه بين الخلائق ، ويحكم فيه بين الهدى والضلال ، ويكرم فيه الخير ويهان فيه الشر ،

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

ثم قال : { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ } وهو يوم القيامة ، يفصل الله فيه بين الخلائق ، فيعذب الكافرين ويثيب المؤمنين .

وقوله : { مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } أي : يجمعهم كلهم أولهم وآخرهم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ * إِلاّ مَن رّحِمَ اللّهُ إِنّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرّحِيمُ } .

يقول تعالى ذكره : إن يوم فصل الله القضاء بين خلقه بما أسلفوا في دنياهم من خير أو شرّ يجزى به المحسن بالإحسان ، والمسيء بالإساءة ميقاتهم أجمعين : يقول : ميقات اجتماعهم أجمعين . كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : إنّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أجمَعِينَ يوم يُفْصَل فيه بين الناس بأعمالهم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

{ إن يوم الفصل } فصل الحق عن الباطل ، أو المحق عن المبطل بالجزاء ، أو فصل الرجل عن أقاربه وأحبائه . { ميقاتهم } وقت موعدهم . { أجمعين } وقرئ { ميقاتهم } بالنصب على أنه الاسم أي أن ميعاد جزائهم في { يوم الفصل } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِيقَٰتُهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (40)

هذه الجملة تتنزل من التي قبلها منزلة النتيجة من الاستدلال ولذلك لم تعطف ، والمعنى : فيوم الفصل ميقاتهم إعلاماً لهم بأن يوم القضاء هو أجَل الجزاء ، فهذا وعيد لهم وتأكيد الخبر لرد إنكارهم .

و { يوم الفصل } : هو يوم الحكم ، لأنه يفصل فيه الحق من الباطل وهو من أسماء يوم القيامة قال تعالى : { لأيّ يوم أُجِّلَت ليوم الفصل } [ المرسلات : 12 ، 13 ] .

والميقات : اسم زمان التوقيت ، أي التأجيل ، قال تعالى : { إن يوم الفصل كان ميقاتاً } [ النبإ : 17 ] ، وتقدم عند قوله تعالى : { قل هي مواقيت للناس والحجّ } في سورة البقرة ( 189 ) وحذف متعلق الميقات لظهوره من المقام ، أي ميقات جزائهم .

وأضيف الميقات إلى ضمير المخبر عنهم لأنهم المقصود من هذا الوعيد وإلاّ فإن يوم الفصل ميقات جميع الخلق مؤمنيهم وكفارهم .

والتأكيد ب { أجمعين } للتنصيص على الإحاطة والشمول ، أي ميقات لجزائهم كلهم لا يفلت منه أحد منهم تَقْوِيَةً في الوعيد وتأييساً من الاستثناء .