تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَّوۡمَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (7)

{ لو ما تأتينا بالملائكة } يشهدون لك بصحة ما جئت به { إن كنت من الصادقين } فلما لم تأت بالملائكة فلست بصادق ، وهذا من أعظم الظلم والجهل .

أما الظلم فظاهر فإن هذا تجرؤ على الله وتعنت بتعيين الآيات التي لم يخترها وحصل المقصود والبرهان بدونها من الآيات الكثيرة الدالة على صحة ما جاء به ، وأما الجهل ، فإنهم جهلوا مصلحتهم من مضرتهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَّوۡمَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (7)

وهم يتمحكون فيطلبون الملائكة مصدقين :

( لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ! ) .

وطلب نزول الملائكة يتكرر في هذه السورة وفي غيرها ، مع الرسول [ ص ] ومع غيره من الرسل قبله : وهو كما قلنا ظاهرة من ظواهر الجهل بقيمة هذا الكائن الإنساني الذي كرمه الله ، فجعل النبوة في جنسه ، ممثلة في أفراده المختارين .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَّوۡمَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (7)

{ لَوْ مَا } أي : هلا{ تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ } أي : يشهدون لك بصحة ما جئت به { إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } كما قال فرعون : { فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } [ الزخرف : 53 ] { وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا } [ الفرقان : 21 ، 22 ]

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَّوۡمَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (7)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَقَالُواْ يَأَيّهَا الّذِي نُزّلَ عَلَيْهِ الذّكْرُ إِنّكَ لَمَجْنُونٌ * لّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ } .

يقول تعالى ذكره : وقال هؤلاء المشركون لك من قومك يا محمد : يا أيّها الّذِي نُزّلَ عَلَيْهِ الذّكْرُ وهو القرآن الذي ذكر الله فيه مواعظ خلقه ، إنّكَ لَمَجْنُونٌ في دعائك إيانا إلى أن نتّبعك ونذر آلهتنا . لَوْما تَأْتينا بالمَلائِكَةِ قالوا : هلا تأتينا بالملائكة شاهدة لك على صدق ما تقول إنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ يعني : إن كنت صادقا في أن الله تعالى بعثك إلينا رسولاً وأنزل عليك كتابا ، فإن الربّ الذي فعل ما تقول بك لا يتعذّر عليه إرسال ملك من ملائكته معك حجة لك علينا وآية لك على نبوّتك وصدق مقالتك . والعرب تضع موضع «لوما » «لولا » ، وموضع «لولا » «لوما » ، من ذلك قول ابن مقبل :

لَوْما الحَياءُ وَلَوْما الدّينُ عِبْتُكما *** ببَعْضِ ما فيكُما إذْ عِبْتُما عَوَرِي

يريد : لولا الحياء .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا أبو زهير ، عن جويبر ، عن الضحاك : نُزّلَ عَلَيْهِ الذّكْرُ قال : القرآن .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَّوۡمَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (7)

{ لو ما تأتينا } ركب { لو } مع { ما } كما ركبت مع لا لمعنيين امتناع الشيء لوجود غيره والتحضيض . { بالملائكة } ليصدقوك ويعضدوك على الدعوة كقوله تعالى : { لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا } . أو للعقاب على تكذيبنا لك كما أتت الأمم المكذبة قبل . { إن كنت من الصادقين } في دعواك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَّوۡمَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (7)

و { لو ما } بمعنى لو لا ، فتكون تحضيضاً - كما في هذه الآية - وقد تكون دالة على امتناع الشيء لوجود غيره ، كما قال ابن مقبل : [ البسيط ]

لو ما الحياء ولو ما الدين عبتكما . . . ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري{[1]} .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟