قوله : { لَّوْ مَا تَأْتِينَا بالملائكة } ، " لَوْ مَا " : حرف تحضيضٍ ؛ ك " هَلاَّ " ، وتكون أيضاً حرف امتناع لوجودٍ ، وذلك كما أنَّ " لولا " متردَّدةٌ بين هذين المعنيين ، وقد عرف الفرق بينهما ، وهو أنَّ التحضيضيَّة لا يليها إلاَّ الفعل ظاهراً أو مضمراً ؛ كقوله : [ الطويل ]
. . . . . . . . . . . . . . *** لَوْلاَ الكَمِيَّ المُقَنَّعَا{[19449]}
والامتناعية لا يليها إلا الأسماء : لفظاً أو تقديراً عند البصريين .
ولَوْلاَ يَحْسِبُونَ الحِلْمَ عَجْزاً *** لمَا عَدِمَ المُسِيئُونَ احْتِمَالِي{[19450]}
فمن مجيء " لَوما " حرف امتناعٍ قوله : [ البسيط ]
لَوْمَا الحيَاءُ ولَوْمَا الدِّينُ عِبْتُكمَا *** بِبعْضِ ما فِيكُمَا إذْ عِبْتُما عَورِي{[19451]}
واختلف فيها : هل هي بسيطة أم مركبة ؟ .
فقال الزمخشري{[19452]} : " لَوْ " ركبت مع " لا " ، ومع " مَا " ؛ لمعنيين ، وأمَّا " هَلْ " فلم تركَّب إلاَّ مع " لا " وحدها ؛ للتحضيض .
واختلف –أيضاً- في " لَوْمَا " هل هي أصلٌ بنفسها ، أم فرعٌ على " لَوْلاَ " وأنَّ الميم مبدلة من اللام ، كقولهم : خاللته ، خالمته ، فهو خِلِّي وخِلْمِي ، أي : صديقي .
وقالوا : استولى على كذا ، [ واسْتَوَى ]{[19453]} عليه ؛ بمعنًى ، خلاف مشهور ، وهذه الجملة من التحضيض ، دالةٌ على جواب الشرط بعدها .
المعنى : لو كنت صادقاً في أدَّعائك النُّبوَّة ، لأتيتنا بملائكة يشهدون عندنا بصدقك فيما تدَّعيه من الرسالة ؛ ونظيره قوله تعالى في الأنعام : { وَقَالُواْ لولا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمر } [ الأنعام : 8 ] ويحتمل أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا خوَّفهُم بنزول العذاب ، قالوا : لو ما تأتينا بالملائكة الذين ينزلون العذاب ، وهو المراد من قوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَاءَهُمُ العذاب } [ العنكبوت : 53 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.