تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (42)

فلما بين عبوديتهم وافتقارهم إليه -من جهة العبادة والتوحيد- بين افتقارهم ، من جهة الملك والتربية والتدبير فقال : { وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } خالقهما{[567]}  ورازقهما ، والمتصرف فيهما ، في حكمه الشرعي [ والقدري ]{[568]}  في هذه الدار ، وفي حكمه الجزائي ، بدار القرار ، بدليل قوله : { وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } أي : مرجع الخلق ومآلهم ، ليجازيهم بأعمالهم .


[567]:- في النسختين: خالقها، ولعل الصواب ما أثبته.
[568]:- زيادة من هامش: ب.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ} (42)

وقوله : وَلِلّهِ مُلْكُ السّمَوَاتِ والأرْضِ يقول جلّ ثناؤه : ولله سلطان السموات والأرض وملكها ، دون كلّ من هو دونه من سلطان وملِك ، فإياه فارهبوا أيها الناس ، وإليه فارغبوا لا إلى غيره ، فإن بيده خزائن السموات والأرض ، لا يخشى بعطاياكم منها فقرا . وَإلى اللّهِ المَصِيرُ : يقول : وأنتم إليه بعد وفاتكم ، مصيركم ومَعادكم ، فيوفيكم أجور أعمالكم التي عملتموها في الدنيا ، فأحسنوا عبادته ، واجتهدوا في طاعته ، وقدّموا لأنفسكم الصالحاتِ من الأعمال . )