تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

{ يختص برحمته من يشاء } أي : برحمته المطلقة التي تكون في الدنيا متصلة بالآخرة وهي نعمة الدين ومتمماته { والله ذو الفضل العظيم } الذي لا يصفه الواصفون ولا يخطر بقلب بشر ، بل وصل فضله وإحسانه إلى ما وصل إليه علمه ، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

ثم قال - تعالى - { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ } أي يختص بالنبوة وما يترتب عليها من الهداية والنعم من يشاء من عباده .

وقوله { وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } أى هو - سبحانه - صاحب الجود العميم والفضل العظيم ، فلا عظمة تساوى عظمة فضل الله - تعالى - على خلقه ، وإنما هو وحده صاحب النعم التى لا تحصى على عباده ، فعليهم أن يشكروه وأن يفردوه بالعبادة والخضوع .

وبذلك تكون الآيات الكريمة قد كشفت عن مسلك من مسالك اليهود الماكرة التى أرادوا من ورائها كيد الإسلام والمسلمين ، وفى هذا الكشف تنبيه للمسلمين إلى ما يبيته لهم هؤلاء الأعداء من شرور وآثام حتى يحذروهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

65

( يختص برحمته من يشاء ) . . عن سعة في فضله وعلم بمواضع رحمته . . ( والله ذو الفضل العظيم ) . . وليس أعظم من فضله على أمة بالهدى ممثلا في كتاب . وبالخير ممثلا في رسالة . . وبالرحمة ممثلة في رسول .

فإذا سمع المسلمون هذا احسوا مدى النعمة وقيمة المنة في اختيار الله لهم ، واختصاصه إياهم بهذا الفضل . واستمسكوا به في إعزاز وحرص ، وأخذوه بقوة وعزم ، ودافعوا عنه في صرامة ويقين ، وتيقظوا لكيدالكائدين وحقد الحاقدين . وهذا ما كان يربيهم به القرآن الكريم والذكر الحكيم . وهو ذاته مادة التربية والتوجيه للأمة المسلمة في كل جيل .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

{ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } أي : اختصكم - أيها المؤمنون - من الفضل بما لا يُحَد ولا يُوصَف ، بما شرف به نبيكم محمدًا صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء وهداكم به لأحمد{[5181]} الشرائع .


[5181]:في جـ: "أكمل"، وفي ر، أ، و: "لأكمل".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }

يعني بقوله : { يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ } يفتعل من قول القائل : خصصت فلانا بكذا ، أخصه به . وأما رحمته في هذا الموضع : فالإسلام والقرآن مع النبوّة . كما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ } قال : النبوّة يخصّ بها من يشاء .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : { يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ } قال : يختصّ بالنبوّة من يشاء .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا سويد ، قال : أخبرنا ابن المبارك قراءة ، عن ابن جريج : { يَخْتَصّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ } قال : القرآن والإسلام .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج مثله .

{ وَاللّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ } يقول : ذو فضل يتفضل به على من أحبّ وشاء من خلقه . ثم وصف فضله بالعظم ، فقال : فضله عظيم لأنه غير مشبه في عظم موقعه ممن أفضله عليه أفضال خلقه ، ولا يقاربه في جلالة خطره ولا يدانيه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (74)

قوله تعالى : { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }

في قوله تعالى : { قل إن الفضل بيد الله } إلى قوله { العظيم } ، تكذيب لليهود في قولهم : نبوءة موسى مؤبدة ، ولن يؤتي الله أحداً مثل ما آتى بني إسرائيل من النبوة والشرف ، وسائر ما في الآية من لفظة { واسع } وغير ذلك قد تقدم نظيره .