تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ} (10)

{ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَاد } أي : [ ذي ] الجنود الذين ثبتوا ملكه ، كما تثبت الأوتاد ما يراد إمساكه بها ،

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ} (10)

والمراد بفرعون هنا : هو وقومه . والمراد بالأوتاد : الجنود والعساكر الذين يشدون ملكه ويقوونه ، كما تشد الخيام وتقوى بالأوتاد .

قال الآلوسى : وصف فرعون بذلك لكثرة جنوده وخيامهم ، التى يضربون أوتادها فى منازلهم ، أو لأنه كان يدق لمن يريد تعذيبه أربعة أوتاد ، ويشده بها . .

وقال بعض العلماء : ووصف فرعون بذى الأوتاد ، لأن مملكته كانت تحتوى على الأهرامات ، التى بناها أسلافه ، لأن صورة الهرم على الأرض تشبه الوتد المدقوق ، ويجوز أن يكون المراد بالأوتاد : التمكن والثبات على سبيل الاستعارة ، أى : ذى القوة . .

وقال صاحب الظلال : { وَثَمُودَ الذين جَابُواْ الصخر بالواد وَفِرْعَوْنَ ذِى الأوتاد } وهى على الأرجح الأهرامات ، التى تشبه الأوتاد الثابتة فى الأرض المتينة البنيان ، وفرعون المشار إليه هنا ، فرعون الطاغية الجبار ، الذى أرسل الله - تعالى - إليه موسى - عليه السلام - . .

والمعنى : لقد علمت - أيها الرسول الكريم - وعلم معك كل من هو أهل للخطاب ، ما فعله ربك بقبيلة عاد ، التى جدها إرم بن سام بن نوح ، والتى كانت صاحبة أعمدة عظيمة ترفع عليها بيوتها ، والتى لم يخلق فى بلادها مثلها فى القوة والغنى

وعلمت - أيضا - ما فعله ربك بقوم ثمود ، الذين قطعوا صخر الجبال ، واتخذوا منها والعساكر الذين يشدون ملكه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ} (10)

" وفرعون ذي الأوتاد " . . وهي على الأرجح الأهرامات التي تشبه الأوتاد الثابتة في الأرض المتينة البنيان . وفرعون المشار إليه هنا هو فرعون موسى الطاغية الجبار .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ} (10)

وقوله : وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتادِ يقول جلّ ثناؤه : ألم تر كيف فعل ربك أيضا بفرعون صاحب الأوتاد .

واختلف أهل التأويل في معنى قوله : ذِي الأوْتادِ ولم قيل له ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ذي الجنود الذي يقوّون له أمره ، وقالوا : الأوتاد في هذا الموضع : الجنود . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس وَفِرْعُونَ ذِي الأْوتادِ قال : الأوتاد : الجنود الذين يشدّون له أمره ، ويقال : كان فرعون يُوتِد في أيديهم وأرجلهم أوتادا من حديد ، يعلقهم بها .

وقال آخرون : بل قيل له ذلك لأنه كان يُوتِد الناس بالأوتاد . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ذِي الأوْتادِ قال : كان يوتد الناس بالأوتاد .

وقال آخرون : كانت مظال وملاعب يلعب له تحتها . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتادِ ذُكر لنا أنها كانت مظال وملاعب يلعب له تحتها ، من أوتاد وحبال .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ذِي الأوْتادِ قال : ذي البناء كانت مظال يلعب له تحتها ، وأوتادا تضرب له .

قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ثابت البُنَاني ، عن أبي رافع ، قال : أوتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد ، ثم جعل على ظهرها رحا عظيمة حتى ماتت .

وقال آخرون : بل ذلك لأنه كان يعذّب الناس بالأوتاد . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن إسماعيل ، عن محمود ، عن سعيد بن جُبير وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتادِ قال : كان يجعل رجلاً ها هنا ، ورجلاً ها هنا ، ويدا ها هنا ، ويدا ها هنا بالأوتاد .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ذِي الأوْتادِ قال : كان يُوتد الناس بالأوتاد .

وقال آخرون : إنما قيل ذلك لأنه كان له بنيان يعذّب الناس عليه . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن إسماعيل ، عن رجل ، عن سعيد بن جُبَير وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتادِ قال : كان له مَنارات يعذّبهم عليها .

وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب ، قول من قال : عُنِي بذلك : الأوتاد التي تُوتَد ، من خشب كانت أو حديد ، لأن ذلك هو المعروف من معاني الأوتاد ، ووصف بذلك ، لأنه إما أن يكون كان يعذّب الناس بها ، كما قال أبو رافع وسعيد بن جُبير ، وإما أن يكون كان يُلْعب له بها .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ} (10)

وفرعون ذي الأوتاد لكثرة جنوده ومضاربهم التي كانوا يضربونها إذا نزلوا أو لتعذيبه بالأوتاد .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ} (10)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ألم تر كيف فعل ربك أيضا بفرعون صاحب الأوتاد . ... واختلف أهل التأويل في معنى قوله : "ذِي الأوْتادِ" ولم قيل له ذلك ؟

فقال بعضهم : معنى ذلك : ذي الجنود الذي يقوّون له أمره ، وقالوا : الأوتاد في هذا الموضع : الجنود ....

وقال آخرون : بل قيل له ذلك لأنه كان يُوتِد الناس بالأوتاد ....

وقال آخرون : كانت مظال وملاعب يلعب له تحتها ....

وقال آخرون : بل ذلك لأنه كان يعذّب الناس بالأوتاد ....

وقال آخرون : إنما قيل ذلك لأنه كان له بنيان يعذّب الناس عليه . ...

وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب ، قول من قال : عُنِي بذلك : الأوتاد التي تُوتَد ، من خشب كانت أو حديد ، لأن ذلك هو المعروف من معاني الأوتاد ، ووصف بذلك ، لأنه إما أن يكون كان يعذّب الناس بها ، كما قال أبو رافع وسعيد بن جُبير ، وإما أن يكون كان يُلْعب له بها . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ وفرعون } أي وفعل بفرعون { ذي الأوتاد } أي الذي ثبّت ملكه تثبيت من يظن أنه لا يزول بالعساكر والجنود وغيرهم من كل ما يظن أنه يشد أمره من الجنات والعيون والزروع والمقامات الكريمة ، فصارت له اليد المبسوطة في الملك . ...

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

أي وفرعون ذي المباني العظيمة التي شادها هو ومن قبله من فراعنة مصر في قديم الأزمان كالأهرام وغيرها . وما أجمل التعبير عما تركه المصريون من الأبنية الباقية بالأوتاد ، فإن شكل هياكلهم العظيم شكل الأوتاد المقلوبة ، إذ يبتدئ البناء عريضا وينتهي بأدق مما بدأ . ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمراد ب { فرعون } هو وقومه .

ووصف { ذي الأوتاد } لأن مملكته كانت تحتوي على الأهرام التي بناها أسلافه لأن صورة الهرم على الأرض تشبه الوتد المدقوق ، ويجوز أن يكون الأوتاد مستعاراً للتمكن والثبات ، أي ذي القوة