تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (70)

فيحصل حكم يقر به الخلق ، ويعترفون للّه بالحمد والعدل ، ويعرفون به من عظمته وعلمه وحكمته ورحمته ما لم يخطر بقلوبهم ، ولا تعبر عنه ألسنتهم ، ولهذا قال : { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ }

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (70)

{ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } من خير أو شر { وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ } أى : وهو سبحانه - عليم بما يفعلونه من طاعة أو معصية ، لا يخفى عليه شئ من أحوال خلقه ، بل هو - تعالى - يعلم السر وأخفى .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (70)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَوُفّيَتْ كُلّ نَفْسٍ مّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَسِيقَ الّذِينَ كَفَرُوَاْ إِلَىَ جَهَنّمَ زُمَراً حَتّىَ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هََذَا قَالُواْ بَلَىَ وَلََكِنْ حَقّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } .

يقول تعالى ذكره : ووفى الله حينئذ كل نفس جزاء عملها من خير وشرّ ، وهو أعلم بما يفعلون في الدنيا من طاعة أو معصية ، ولا يعزب عنه علم شيء من ذلك ، وهو مجازيهم عليه يوم القيامة ، فمثيبٌ المحسنَ بإحسانه ، والمسيءَ بما أساءَ .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (70)

من القضاء القضاء على كل نفس بما هي به حقيقة من مرتبة الثواب أو العقاب وهو قوله : { ووفيت كل نفس ما عملت } . فقضاء الله هو القضاء العام الذي لا يقتصر على إنصاف المتداعين كقضاء القاضي ، ولا على سلوك الداعرين كقضاء والي الشرطة ، ولا على مراقبة المُغَيِّرين كقضاء والي الحِسبة ، ولكنه قضاء على كل نفس فيما اعتدت وفيما سلكت وفيما بدلت ، ويزيد على ذلك بأنه قضاء على كل نفس بما اختَلَتْ به من عمل وبما أضمرته من ضمائر إنْ خيراً فخيرٌ وإن شرًّا فشرٌّ . وإلى ذلك تشير المراتب الثلاث في الآية : مرتبةُ { وقُضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون } ، مرتبة { ووفّيت كُلُّ نَفْسسٍ ما عَمِلت } ، ومرتبة { وهو أعلم بما يفعلون } .

والتوفية : إعطاء الشيء وافياً لا نقص فيه عن الحق في إعطائه ولا عن عطاء أمثاله . وفي قوله : { مَا عَمِلت } مضاف محذوف ، أي جزاء ما عملت لظهور أن ما عمله المرء لا يوفاه بعد أن عمله وإنما يوفى جزاءه .

والقول في الأفعال الماضوية في قوله : { وأشرقت } ، { ووضع } ، { وجاء } ، { ووفيت } كالقول في قوله : { ونُفِخَ في الصور } [ الزمر : 68 ] .