الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَٱرۡتَقِبۡ يَوۡمَ تَأۡتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٖ مُّبِينٖ} (10)

أخرج ابن جرير ، عن قتادة { فارتقب } أي فانتظر .

وأخرج ابن مردويه من طريق أبي عبيدة ، عن ابن مسعود قال : آية الدخان قد مضت .

وأخرج ابن مردويه من طريق أبي عبيدة وأبي الأحوص ، عن عبد الله قال : الدخان جوع أصاب قريشاً حتى كان أحدهم لا يبصر السماء من الجوع .

وأخرج ابن مردويه من طريق عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن مسعود قال : الدخان قد مضى ، كان أناس أصابهم مخمصة وجوع شديد حتى كانوا يرون الدخان فيما بينهم وبين السماء .

وأخرج ابن مردويه من طريق أبي وائل ، عن عبد الله { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } قال : جوع أصاب الناس بمكة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير ، عن أبي العالية قال : مضى الدخان والبطشة الكبرى يوم بدر .

وأخرج عبد بن حميد ، عن محمد بن سيرين قال : قال ابن مسعود : كل ما وعدنا الله ورسوله ، فقد رأيناه غير أربع : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض ، ويأجوج ومأجوج ، فأما الدخان فقد مضى وكان سني كسني يوسف ، وأما القمر فقد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما البطشة الكبرى فيوم بدر .

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل ، عن مسروق قال : جاء رجل إلى عبد الله فقال : إني تركت رجلاً في المسجد يقول : في هذه الآية { يوم تأتي السماء بدخان } { يغشى الناس } يوم القيامة دخان ، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام ، فغضب وكان متكئاً ، فجلس ثم قال : من علم منكم علماً فليقل به ، ومن لم يكن يعلم ، فليقل الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم ، وسأحدثكم عن الدخان : إن قريشاً لما استصعبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطأوا عن الإِسلام قال : اللهم أَعني عليهم بسبع كسبع يوسف ، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام ، فجعل الرجل ينظر إلى السماء ، فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجوع ، فأنزل الله { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم } فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله : استسق الله لمضر ، فاستسقى لهم فسقوا ، فأنزل الله { إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون } أفيكشف عنهم العذاب يوم القيامة ؟ فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم . فأنزل الله { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } فانتقم الله منهم يوم بدر ، فقد مضى البطشة والدخان واللزام .

وأخرج البيهقي في الدلائل ، عن ابن مسعود قال : لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس إدباراً ، قال : " اللهم سبع كسبع يوسف " فأخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة والجلود والعظام ، فجاءه أبو سفيان وناس من أهل مكة ، فقالوا يا محمد : إنك تزعم أنك قد بعثت رحمة ، وأن قومك قد هلكوا ، فادع الله لهم ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسقوا الغيث ، فأطبقت عليهم سبعاً ، فشكا الناس كثرة المطر ، فقال : " اللهم حوالينا ولا علينا " فانحدرت السحابة على رأسه ، فسقي الناس حولهم . قال : فقد مضت آية الدخان وهو الجوع الذي أصابهم . وهو قوله : { إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون } وآية الروم والبطشة الكبرى وانشقاق القمر وذلك كله يوم بدر .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : { يوم تأتي السماء بدخان مبين } قال : الجدب وإمساك المطر عن كفار قريش .