تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

المفردات :

دافق : مدفوق ومصبوب بدفع وسرعة .

التفسير :

5 ، 6- فلينظر الإنسان ممّ خلق* خلق من ماء دافق .

فليتأمّل الإنسان الكامل العقل ، الذي خلقه الله بشرا سويّا ، له للنظر عينان ، وللبطش يدان ، وللمشي رجلان ، وله لسان وشفتان ، وله عقل وفهم وفكر ، وإرادة واختيار ، من أي شيء خلق هذا الإنسان ؟

خلق من ماء دافق .

خلق من مني لرجل والمرأة ، من ماء متدفق بشدة وشهوة ، ينتقل من الرجل إلى المرأة ، فيتم تلقيح البويضة ، وتتحول النطفة إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى عظام ثم تكسي العظام لحما ثم ينشئه الله خلقا آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين . ( المؤمنون : 14 ) .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

{ فلينظر الإنسان مم خلق } حذف ألف مما لأنها استفهامية وجوابها خلق من ماء دافق وسمى المني ماء دافقا من الدفق بمعنى الدفع فقيل : معناه مدفوق وصاحبه هو الدافق في الحقيقة قال سيبويه : هو على النسب أي : ذو دفق ، وقال ابن عطية : يصح أن يكون الماء دافقا لأن بعضه يدفع بعضا ، ومقصود الآية إثبات الحشر ، فأمر الإنسان أن ينظر أصل خلقته ليعلم أن الذي خلقه من ماء دافق قادر على أن يعيده ووجه اتصال هذا الكلام بما قبله أنه لما أخبر أن كل نفس عليها حافظ يحفظ أعمالها أعقبه بالتنبيه على الحشر حيث تجازى كل نفس بأعمالها .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ} (5)

قوله تعالى : { فلينظر الإنسان ممّ خلق 5 خلق من ماء دافق 6 يخرج من بين الصلب والترائب 7 إنه على رجعه لقادر 8 يوم تبلى السرائر 9 فما له من قوة ولا ناصر } .

ينبه الله عباده للتفكر في يوم المعاد ليستيقنوا أن الساعة قائمة وأن بعثهم بعد الممات حق لا ريب فيه . فقال سبحانه : { فلينظر الإنسان ممّ خلق } الفاء ، عقب كل نفس عليها حافظ ، لدلالة على وجوب التفكير في أصل الإنسان وكيفية خلقه ليوقن المتفكر أن الله قادر على إعادته يوم القيامة .