تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا} (13)

التفسير :

13- إنه كان في أهله مسرورا .

إنه كان في الدنيا لا يفكّر في العواقب ، ولا يتورّع عن المنكرات ، وإنما يهجم على المعاصي فرحا بطرا أشرا ، والإسلام لا يحارب السرور ، بل يدعو إلى الرضا والفرح بالنعمة ، بشرط ألا يصبح الفرح اختيالا وتعاليا .

قال تعالى : قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا . . . ( يونس : 58 ) .

جاء في تفسير القرطبي :

قال ابن زيد : وصف الله أهل الجنة بالمخافة والحزن والبكاء في الدنيا ، فأعقبهم به النعيم والسرور في الآخرة ، ووصف أهل النار بالسرور في الدنيا والضحك فيها ، فأعقبهم به الحزن الطويل .

   
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا} (13)

{ إنه كان في أهله مسروراً } يعني في الدنيا ، بإتباع هواه وركوب شهوته .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا} (13)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

إنه كان في أهله في الدنيا مسرورا، لما فيه من خلافه أمرَ الله، وركوبه معاصيَه...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

معناه إنه اقتطعه السرور بأهله عما يلزمه أن يقدمه. فهو ذم له بهذا المعنى، ولو لم يكن إلا السرور بأهله لم يذم عليه وقيل: معناه إنه كان في أهله مسرورا بمعاصي الله...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

من البَطَرِ والمدح...

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

{مسرورا} متابعا لهواه...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

أي: لم يحزن للتقصير في أوامر الله تعالى، ولم يتعب، ولم ينصب في العمل بطاعة الله، ذكره القفال. ويقال: كان في أهله مسرورا، أي: راكبا هواه، متبعا شهوته...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{فِى أَهْلِهِ} فيما بين ظهرانيهم، أو معهم، على أنهم كانوا جميعاً مسرورين، يعني أنه كان في الدنيا مترفا بطرا مستبشراً كعادة الفجار الذين لا يهمهم أمر الآخرة ولا يفكرون في العواقب. ولم يكن كئيباً حزيناً متفكراً كعادة الصلحاء والمتقين وحكاية الله عنهم {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور: 26]...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ذكر القفال فيه وجهين؛

(أحدهما): أنه كان في أهله مسرورا أي منعما مستريحا من التعب بأداء العبادات واحتمال مشقة الفرائض من الصلاة والصوم والجهاد، مقدما على المعاصي، آمنا من الحساب والثواب والعقاب، لا يخاف الله ولا يرجوه، فأبدله الله بذلك السرور الفاني غما باقيا لا ينقطع، وكان المؤمن الذي أوتي كتابه بيمينه متقيا من المعاصي، غير آمن من العذاب، ولم يكن في دنياه مسرورا في أهله، فجعله الله في الآخرة مسرورا فأبدله الله تعالى بالغم الفاني سرورا دائما لا ينفد...

...

...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وأمام هذا المشهد التعيس يكر السياق راجعا إلى ماضي هذا الشقي الذي انتهى به إلى هذا الشقاء...

. وذلك كان في الدنيا.. نعم كان.. فنحن الآن -مع هذا القرآن- في يوم الحساب والجزاء وقد خلفنا الأرض وراءنا بعيدا في الزمان والمكان! (إنه كان في أهله مسرورا).. غافلا عما وراء اللحظة الحاضرة؛ لاهيا عما ينتظره في الدار الآخرة، لا يحسب لها حسابا ولا يقدم لها زادا...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

مستعمل في التعجيب من حالهم كيف انقلبت من ذلك السرور الذي كان لهم في الحياة الدنيا المعروف من أحوالهم...

فآلوا إلى ألم النار في الآخرة حتى دَعوا بالثبور. وتأكيد الخبر من شأن الأخبار المستعملة في التعجيب كقول عمر لحذيفة بن اليمان: « إنَّك عَلَيه لجريء» أي على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الجملة معترضة...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وتبيّن الآية التالية علّة تلك العاقبة المخزية: (إنّه كان في أهله مسروراً). سروراً ممتزجاً بالغرور...

فالسرور المقصود في الآية، هو ذلك السرور المرتبط بشدّة بالدنيا والمنسي لذكر الآخرة. وبديهي فالسرور والارتياح ليس مذموما بذاته، ولكنّ السرور المذموم هو الذي يغفل فيه الإنسان عن ذكر مولاه عزّ وجلّ، ويغرق به في بحر شهواته الموصل إلى التيه والضلالة والجهل. أمّا سرور المؤمن بلطف اللّه ونعمائه، وبشاشته عند مصاحبة إخوانه، فما أحلاه وأزكاه...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا} (13)

قوله تعالى : " إنه كان في أهله " أي في الدنيا " مسرورا " قال ابن زيد : وصف الله أهل الجنة بالمخافة والحزن والبكاء والشفقة في الدنيا فأعقبهم به النعيم والسرور في الآخرة ، وقرأ قول الله تعالى : " إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم " . قال : ووصف أهل النار بالسرور في الدنيا والضحك فيها والتفكه . فقال : " إنه كان في أهله مسرورا " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا} (13)

ولما ذكر هذا العذاب الذي لا يطاق ، أتبعه سببه ترهيباً منه واستعطافاً إلى التوبة وتحذيراً من السرور في دار الحزن ، فقال مؤكداً تنبيهاً على أنه لا ينبغي أن يصدق أن عاقلاً يثبت{[72383]} له سرور في الدنيا : { إنه كان } أي بما هو له كالجبلة والطبع { في أهله } أي{[72384]} في دار العمل { مسروراً * } أي ثابتاً له السرور بطراً بالمال والجاه فرحاً به مخلداً إليه مترفاً{[72385]} مع الفراغ {[72386]}والفرار{[72387]} عن ذكر حساب الآخرة كما قال في التي قبلها{ وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين }[ المطففين : 31 ] ، لا يحزن أحدهم لذنب عمله{[72388]} ولا لقبيح ارتكبه ، بل يسر بكونه يأتي له ذلك فهو يحاسب في الآخرة حساباً عسيراً{[72389]} ، وينقلب إلى أعدائه مغموماً كسيراً ، وقد بان أن-{[72390]} الكلام من الاحتباك : ذكر الحساب اليسير الذي هو الثمرة والمسبب أولاً يدل على حذف ضده ثانياً ، وذكر السرور في الأهل الذي هو السبب في-{[72391]} الثاني يدل على حذف ضده وهو سبب السعادة وهو الغم ومحاسبة النفس في الأول ، فهو احتباك في{[72392]} احتباك ،


[72383]:في ظ: ثبت.
[72384]:سقط من م.
[72385]:من م، وفي الأصل و ظ: مترفها.
[72386]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72387]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72388]:من م، وفي الأصل و ظ: لعمله.
[72389]:من ظ و م، وفي الأصل: يسيرا.
[72390]:زيد من م.
[72391]:زيد من ظ و م.
[72392]:من ظ و م، وفي الأصل: "و".