السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا} (13)

{ إنه كان } أي : بما هو له كالجبلة { في أهله } أي : عشيرته في الدنيا { مسروراً } قال القفال : أي : منعماً مستريحاً من التعب بأداء العبادات واحتمال مشقة الفرائض من الصلاة والجهاد مقدماً على المعاصي آمناً من الحساب والثواب والعقاب لا يخاف الله تعالى ، ولا يرجوه فأبدله الله تعالى بذلك السرور غماً باقياً لا ينقطع .

وقيل : إنّ قوله تعالى : { إنه كان في أهله مسروراً } كقوله تعالى : { وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين } [ المطففين : 31 ] أي : متنعمين في الدنيا معجبين بما هم عليه من الكفر بالله تعالى والتكذيب بالبعث ، ويضحكون ممن آمن بالله تعالى ، وصدّق بالحساب كما قال صلى الله عليه وسلم «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر » .