اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا} (13)

قوله تعالى : { إِنَّهُ كَانَ في أَهْلِهِ مَسْرُوراً } .

قال القفال{[59680]} : مُنعَّماً مستريحاً من التعب بأداء العبادات ، واحتمال مشقة الفرائض من الصلاة والجهاد ، مقدماً على المعاصي ، آمناً من الحساب والعذاب والعقاب ، لا يخاف الله - تعالى - ولا يرجوه ، فأبدله الله بذلك السرور غماً باقياً لا ينقطع .

وقيل : إن قوله : { إِنَّهُ كَانَ في أَهْلِهِ مَسْرُوراً } ، كقوله تعالى : { وَإِذَا انقلبوا إلى أَهْلِهِمُ انقلبوا فَكِهِينَ } [ المطففين : 31 ] ، أي : متنعمين في الدنيا ، معجبين بما هم عليه من الكفر بالله ، والتكذيب بالبعث ، يضحك ممن آمن بالله وصدَّق بالحساب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : «الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤمن وجنَّةُ الكَافِرِ »{[59681]} .


[59680]:ينظر: الفخر الرازي 31/98.
[59681]:تقدم تخريجه.