تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

16

المفردات :

يوعون : يضمرونه أو يجمعونه من السيئات .

التفسير :

23- والله أعلم بما يوعون .

والله أعلم بما تكنّ صدورهم ، وما تضمّ جوانحهم ، فبعضهم كان يعلم صدق القرآن وصدق محمد صلى الله عليه وسلم ، ويعرض عن الإسلام حسدا وحقدا .

قال تعالى : قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون . ( الأنعام : 33 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

{ بما يوعون } أي بالذي يضمرون في صدورهم من الكفر والبغضاء فمجازيهم عليه . وأصل الإيعاء : حفظ الأمتعة في الوعاء . يقال : أوعى الزاد والمتاع ، جعله في الوعاء . واستعمل في الإضمار المذكور مجازا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

والله أعلم بما تُوعيه صدور هؤلاء المشركين، من التكذيب بكتاب الله ورسوله...

عن مجاهد، قوله: يُوعُون قال: يكتمون...

قال ابن زيد، في قوله: وَاللّهُ أعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ قال: المرء يُوعِي متاعه وماله هذا في هذا، وهذا في هذا، هكذا يعرف الله ما يوعون من الأعمال، والأعمال السيئة مما تُوعيه قلوبهم، ويجتمع فيها من هذه الأعمال الخير والشرّ، فالقلوب وِعاء هذه الأعمال كلها، الخير والشرّ، يعلم ما يسرّون وما يعلنون، ولقد وَعَى لكم ما لا يدري أحد ما هو من القرآن وغير ذلك، قاتقوا الله وإياكم أن تدخلوا على مكارم هذه الأعمال، بعضَ هذه الخبث ما يفسدها...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يحتمل أوجها:

أحدها: ما يضمرون من الكيد والمكر برسول الله صلى الله عليه وسلم فالله أعلم بكيدهم؛ لا يتهيأ لهم أن ينفّذوا كيدهم فيه إلا ما كتب الله عليه، فيكون فيه بشارة له بالنصر والتأييد.

والثاني: {والله أعلم بما يوعون} في قلوبهم من التصديق ويظهرون من التكذيب بألسنتهم، أو بما يلمحون من التكذيب بألسنتهم وقلوبهم معا؛ وذلك أن البعض منهم كان قد أيقن برسالته، فكان يصدقه بقلبه، ويكذبه بلسانه على العناد منه والتمرد.

الثالث: منهم من لم يكن عرف صدقه بقلبه لما ترك الإنصاف من نفسه بإعراضه عن النظر في حجج الله تعالى، فكان يكذبه بقلبه ولسانه جميعا...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{بِمَا يُوعُونَ} بما يجمعون في صدورهم ويضمرون من الكفر والحسد والبغي والبغضاء. أو بما يجمعون في صحفهم من أعمال السوء ويدخرون لأنفسهم من أنواع العذاب...

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

المراد الإشارة إلى أن لهم وراء التكذيب قبائح عظيمة كبيرة يضيق عن شرحها نطاق العبارة وقال بعضهم يحتمل أن يكون المعنى والله تعالى أعلم بما يضمرونه في أنفسهم من أدلة كونه أي القرآن حقاً فيكون المراد المبالغة في عتادهم وتكذيبهم على خلاف علمهم...

تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :

{والله أعلم بما يوعون} أي بما يجمعون من أقوال، وأفعال، وضغائن، وعداوات، وأموال ضد الرسل عليهم الصلاة والسلام،...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

وقوله { والله أعلم بما يوعون } أي يحملون في قلوبهم ويضمرون

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

" والله أعلم بما يوعون " أي بما يضمرونه في أنفسهم من التكذيب . كذا روى الضحاك عن ابن عباس . وقال مجاهد : يكتمون من أفعالهم . ابن زيد : يجمعون من الأعمال الصالحة والسيئة ، مأخوذ من الوعاء الذي يجمع ما فيه . يقال : أوعيت الزاد والمتاع : إذا جعلته في الوعاء . قال الشاعر :

الخيرُ أبقى وإن طال الزمانُ بِهِ *** والشَّرُّ أخبثُ ما أوعيتُ مِنْ زَادِ

ووعاه أي حفظه . تقول : وعيت الحديث أعيه وعيا ، وأذن واعية . وقد تقدم{[15881]} .


[15881]:راجع جـ 18 ص 263.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

{ والله أعلم بما يوعون } أي : بما يجمعون في صدورهم من الكفر والتكذيب أو بما يجمعون في صحائفهم يقال أوعيت المال وغيره إذا جمعته .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

{ والله } أي والحال أن الملك المحيط بكل شيء قدرة وعلماً { أعلم } أي منهم أنفسهم { بما يوعون * } أي يضعون في أوعية صدورهم من الكفر والعداوة بسبب الشهوات الشاغلة لهم {[72434]}وهي حب الرئاسة وادعاء الألوهية الشاغلة لهم{[72435]} عن التدبر{[72436]} لهذا القرآن وعن شواهد الموجودات .


[72434]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72435]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72436]:من ظ و م، وفي الأصل: التدبير.