تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

الآية 23 : وقوله تعالى : { والله أعلم بما يوعون } يحتمل أوجها :

أحدها : ما يضمرون من الكيد والمكر برسول الله صلى الله عليه وسلم فالله أعلم بكيدهم ؛ لا يتهيأ لهم أن ينفّذوا كيدهم فيه إلا ما كتب الله عليه ، فيكون فيه بشارة له بالنصر والتأييد .

والثاني : { والله أعلم بما يوعون } في قلوبهم من التصديق ويظهرون من التكذيب بألسنتهم ، أو بما يلمحون من التكذيب بألسنتهم وقلوبهم معا ؛ وذلك{[23391]} أن البعض منهم كان قد أيقن برسالته ، فكان يصدقه بقلبه ، ويكذبه بلسانه على العناد منه والتمرد .

[ الثالث ]{[23392]} : منهم من لم يكن عرف صدقه بقلبه لما ترك الإنصاف من نفسه بإعراضه عن النظر في حجج الله تعالى ، فكان يكذبه بقلبه ولسانه جميعا .


[23391]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[23392]:في الأصل وم: و.