اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ} (23)

قوله : { والله أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } . هذه هي قراءة العامة ، من أوعى يُوعِي ، أي : بما يضمرون في أنفسهم من التكذيب ، رواه الضحاك عن ابن عباسٍ .

وقال مجاهدٌ : يكتمون من أفعالهم{[59732]} .

وقال ابن زيد : يجمعون من الأعمال الصالحة{[59733]} ، مأخوذ من الوعاء الذي يجمع فيه ، يقال : وعيت الزَّاد والمتاع : إذا جعلته في الوعاء ؛ قال الشاعر : [ البسيط ]

5151- ألخَيْرُ أبْقَى وإنْ طَال الزَّمانُ بِهِ *** والشَّرُّ أخْبَثُ ما أوعَيْتَ مِنْ زَادِ{[59734]}

وقرأ أبو رجاءٍ{[59735]} : «يَعُونَ » من «وَعَى يَعِي » ، يقال : وعاهُ إذا حفظهُ ، يقال : وعيتُ الحديثَ ، أعيهُ ، وعياً ، وأذنٌ واعيةٌ ، وقد تقدم .


[59732]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/517) عن مجاهد.
[59733]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/517) عن ابن زيد.
[59734]:البيت لعبيد بن الأبرص ينظر القرطبي 19/185، واللسان (وعي).
[59735]:ينظر: البحر المحيط 8/441، والدر المصون 6/501.