ليس في القرآن شائبة لعب ولا باطل ، إنه كتاب أحكمت آياته ، إنه دستور الحياة ، إنه منهج عادل ، إنه طريق واضح ، ودليل كاشف للإيمان والهداية ، وبيان إلهي لنا عن الكون والحياة ، والمبدأ والمعاد ، ونور الإسلام وطريق الهدى ، وتشريعات الله وآدابه لعباده ، وما تشتمل عليه الدنيا والآخرة ، وقصص السابقين ، والحكم بين الحاضرين ، والحساب يوم الدين ، وهو حكم عربي ، وبيان إلهي ، كله صدق وجد ، ليس هزلا أو عبثا .
قال تعالى : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم* صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور . ( الشورى : 52 ، 53 ) .
{ وما هو بالهزل } ليس في شيء منه شائبة الهزل ؛ وهو اللعب والباطل ، بل هو جد كله ، فيجب أن يهتدى به ، وأن يكون مهيبا في الصدور ، معظما في القلوب ، يترفع به قارئه وسامعه عن أن يلم بهزل ، أو يتفكه بمزاح لا يناسب جلال القرآن وعظمته . ويتصور أن جبار السموات والأرض يخاطبه ؛ فيأمره وينهاه ، وبعده ويتوعده ، ويبشره وينذره .
ثم أكد الأمر لشدة إنكارهم {[72735]}وجحدهم وتغطيتهم الحق بالباطل{[72736]} فقال : { وما هو } أي القرآن{[72737]} في باطنه ولا-{[72738]} ظاهره { بالهزل * } أي بالضعيف{[72739]} المرذول الذي لا طائل تحته ، فمن حقه ما هو عليه الآن من كونه مهيباً في القلوب معظماً في الصدور يرتفع به قارئه وسامعه عن أن يلم-{[72740]} بهزل ويعلم به في أعين العامة{[72741]} والخاصة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.