تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا هُوَ بِٱلۡهَزۡلِ} (14)

الآية 14 : [ قوله تعالى : ]{[23478]} { وما هو بالهزل } .

وفي إخراج النبات من الأرض حكمة عجيبة ولطف وتدبير ؛ وذلك أن النبات شيء لين [ ينثني ]{[23479]} بأدنى مس .

ثم إن الله تعالى بلطفه صدع له الأرض اليابسة الصلبة ، وأخرجه{[23480]} منها غير مثني ولا متكسر ليعلموا أن مدبره حكيم ، فيلزمهم بالتوحيد{[23481]} ، وجعل منافع الأرض بمنافع السماء متصلة ؛ إذ الأرض إنما تتصدع للنبات إذا أصابها المطر من السماء ، فيكون في ذلك إنباء أيضا أن مدبرهما واحد . ولولا ذلك{[23482]} لم تتصل منفعة إحداهما بالأخرى .

وقوله تعالى : { إنه لقول فصل } أي بين ؛ بين فيه الحلال والحرام وما يتقى منه وما يؤتى ، وبين فيه الصواب من الخطإ ، وبين فيه الوعد والوعيد ، أو يكون معنى الفعل التفريق ، وهو أنه فرق الوعد من الوعيد والحلال من الحرام والحق من الباطل ، فوضع كل شيء موضعه ، ولم يخلط أحدهما بالآخر .

وقوله تعالى : { وما هو بالهزل } أي باللعب والباطل .


[23478]:ساقطة من الأصل وم.
[23479]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[23480]:في الأصل وم: وأخرج.
[23481]:في الأصل وم: به التوحيد.
[23482]:أدرج بعدها في الأصل وم: وإلا