تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا} (15)

م/10

المفردات :

أخذا وبيلا : شديدا ثقيلا ، وخيم العقبى .

التفسير :

15 ، 16- إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا* فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا .

من شأن القرآن أن يلوّن القول ويصرّفه ، وقد كانت آيات سابقة تتحدث عن ألوان العذاب في الآخرة ، وعن أهوال القيامة ، وهنا جابه القرآن أهل مكة وكل من كذّب الرسل .

والمعنى : لقد أرسلنا إليكم رسولا كريما ، هو خاتم المرسلين ، وإمام المتقين ، وصاحب الخلق العظيم ، وسيشهد عليكم يوم القيامة بأنه بلغكم الرسالة ، وأدى الأمانة ، وقدّم النصيحة ، وقد قابلتموه بالتكذيب والإيذاء ، مع أنه ولد بينكم ، وعرفتم صدقه وأمانته ، ثم استكثرتم عليه الرسالة والنبوة ، لأنه يتيم فقير .

وقد أرسلنا رسولا سابقا إلى فرعون ملك مصر ، فعصى فرعون الرسول ، وكذّب موسى واستكبر ، فأغرقه الله في الماء ، وانتقم منه انتقاما مريعا ، وعذبه عذابا ثقيلا غليظا وبيلا .

وستكون عاقبتكم أشد وأنكى من فرعون ، ورسولكم سيشهد عليكم بأفعالكم ، ولو آمنتم لشهد لكم بهذا الإيمان .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا} (15)

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا} (15)

{ 15 - 16 } { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا }

يقول تعالى : احمدوا ربكم على إرسال هذا النبي الأمي العربي البشير النذير ، الشاهد على الأمة بأعمالهم ، واشكروه وقوموا بهذه النعمة الجليلة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا} (15)

{ إنا أرسلنا إليكم رسولا } محمدا ص { شاهدا عليكم } يشهد عليكم يوم القيامة بما فعلتم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا} (15)

قوله تعالى : " إنا أرسلنا إليكم رسولا " يريد النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى قريش " كما أرسلنا إلى فرعون رسولا " وهو موسى .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا} (15)

ولما ذكر العذاب ووقته وقدمهما ليكون السامع أقبل لما يطلب منه ، أتبعهما السبب فيه مشيراً إلى ما به إصلاح أمر الآخرة التي فيها المعاد وإليها {[69531]}المنتهى والمآب{[69532]} ، فقال مؤكداً لأجل تكذيبهم{[69533]} : { إنا أرسلنا } أي بما لنا من العظمة { إليكم } يا أهل مكة شرفاً لكم خاصة ، وإلى كل من بلغته الدعوة عامة { رسولاً } أي-{[69534]} جداً و-{[69535]} هو محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمامهم صلى الله عليه وسلم { شاهداً عليكم } أي بما تصنعون ليؤدي الشهادة عند طلبها منه {[69536]}بما هو الحق{[69537]} يوم ننزع من كل أمة شهيداً وهو يوم القيامة .

ولما كانت هذه السورة من أول ما نزل والدين ضعيف وأهله في غاية القلة والذلة ليعتبر بهم من آل به-{[69538]} أمره إلى أن كان{[69539]} في زمان صار فيه الدين غريباً كغربته إذ ذاك ، وكان فرعون أعتى{[69540]} الناس في زمانه وأجبرهم ، وأشدهم خداعاً وأمكرهم و-{[69541]} كان بنو إسرائيل في غاية الذل له والطواعية لأمره ، ومع ذلك فلما أرسل الله إليه موسى عليه السلام الذي ذبح فرعون أبناء بني إسرائيل لأجل أن يكون في جملة من ذبحه لأنه قيل له أنه يولد لبني{[69542]} إسرائيل مولود يكون هلاك القبط على يده أظهره به وأهلكه على قوته وأنجى منه بني إسرائيل على ضعفهم ، قال تعالى-{[69543]} تنبيهاً لقريش والعرب وغيرهم على أن من كان الله معه لا ينبغي أن يقاوي{[69544]} ولو أنه أضعف الخلق ، وتنبيهاً لهم على الاعتبار بحال{[69545]} هذا الطاغية الذي يزيد عليهم بالملك وكثرة الجنود والأموال{[69546]} : { كما أرسلنا } أي بما لنا من العظمة { إلى فرعون } أي ملك مصر { رسولاً * } ولعله نكره للتنبيه على أنه ليس من قوم فرعون{[69547]} فلا مانع له منه من حميم ولا شفيع يطاع{[69548]} ، ليعلم أنه{[69549]} من كانت له قبيلة تحامي عنه أولى بالنصرة .


[69531]:من ظ و م، وفي الأصل: المآب والمنتهى.
[69532]:من ظ و م، وفي الأصل: المآب والمنتهى.
[69533]:في ظ: تعذيبهم.
[69534]:زيد من ظ و م.
[69535]:زيد من ظ و م.
[69536]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[69537]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[69538]:زيد من ظ و م.
[69539]:من ظ و م، وفي الأصل: صار.
[69540]:من ظ و م، وفي الأصل: أعز.
[69541]:زيد من ظ و م.
[69542]:من ظ و م وفي الأصل: في بني.
[69543]:زيد من ظ و م.
[69544]:في ظ: يقاويه.
[69545]:من ظ و م، وفي الأصل: بحالة.
[69546]:زيد في الأصل: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[69547]:من ظ و م، وفي الأصل: مصر.
[69548]:سقط من ظ و م.
[69549]:من ظ و م، وفي الأصل:أن.