فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا} (15)

{ إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم }

إن الله بعث خاتم أنبيائه محمدا صلى الله عليه وسلم- وأرسله ليقتدي بهديه ؛ وسيشهد يوم القيامة بما كان من شأن من دعاهم .

وكأن في الكلام حذفا تقديره : يشهد لمن آمن به واتبع النور الذي أنزل معه ، ويشهد على من كذبه وخالف عن أمره .

وربما تتضمن الآية تحذيرا من العذاب العاجل لمن طغى واستكبر ، حيث قد أشير في الآيات السابقة من هذه السورة ، إلى أن المكذبين وعيدهم الجحيم جزاء ومصيرا : { . . وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما . يوم ترجف الأرض والجبال . . } .

{ كما أرسلنا إلى فرعون رسولا ( 15 ) }

وذكرت هذه الآية الكريمة ما بعث به موسى إلى فرعون وقد حددته آيات أخر بأمر لا محيص عنه : { فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين . أن أرسل معنا بني إسرائيل }{[8022]} ، { فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم . . }{[8023]} كإرسال نبينا موسى – عليه السلام- إلى فرعون وملإه .


[8022]:- سورة الشعراء. الآيتان 16، 17.
[8023]:- سورة طه. من الآية 47.