اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ رَسُولٗا شَٰهِدًا عَلَيۡكُمۡ كَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ رَسُولٗا} (15)

واعلم أنه تعالى لما خوف المكذبين أولي النَّعمةِ بأهوال يوم القيامة خوفهم بعد ذلك بأهوال الدنيا ، فقال :

{ إنا أرسلنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً } يريد النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى قريش { كما أرسلنا إلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً } وهو موسى - عليه الصلاة والسلام - وهذا تهديد لأهل مكة بالأخذ الوبيل .

قال مقاتل : وإنما ذكر موسى وفرعون دون سائر الرسل لأن أهل «مكة » ازدروا محمداً صلى الله عليه وسلم واستخفوا به ؛ لأنه ولد فيهم كما أن فرعون ازدرى بموسى ؛ لأنه ربَّاه ، ونشأ فيما بينهم كما قال تعالى : { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا }{[58369]} [ الشعراء : 18 ] .

وذكر ابن الخطيب هذا السؤال والجواب{[58370]} وليس بالقوي لأن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ولد ، ونشأ فيما بين قوم نمرود ، وكان «آزَر » وزير نمرود على ما ذكره المفسرون ، وكذلك القول في نوح وهود وصالح ولوط ، لقوله تعالى في قصة كل واحد منهم لفظة «أخاهم » لأنه من القبيلة التي بعث إليها .


[58369]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/33).
[58370]:ينظر: الفخر الرازي 30/161.