تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ} (10)

المفردات :

وراء ظهره : بشماله من وراء ظهره ، وهو الكافر .

يدعو ثبورا : ينادي ويقول : يا ثبوراه ، والثبور : الهلاك .

يصلى سعيرا : يدخلها ويقاسي حرّها .

التفسير :

10 ، 11 ، 12- وأما من أوتي كتابه وراء ظهره* فسوف يدعوا ثبورا* ويصلى سعيرا .

أما الكافر المكذب وهو من أخذ كتابه بشماله من وراء ظهره ، حيث تغلّ يمينه إلى عنقه ، وهو موقف الهالكين .

فسوف يدعوا ثبورا .

والثبور : الهلاك ، فيقول : يا ثبوراه ، أي : يا هلاك أقبل ، ويا موت احضر ، لتنقذني مما أنا فيه ، لذلك قيل : أصعب من الموت تمنّي الموت .

فليسوا ميتين فيستريحوا *** وكلهم بحرّ النار صال

قال تعالى : ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون . ( الزخرف : 77 ) .

فهذا الشقي الذي أطاع هواه ، وآثر الشهوات ، وسار وراء الملذات ، ولم يستمع لداعي العقل ، ولم يقدم شيئا لآخرته ، حين يرى موقف الحساب والجزاء ، وأعماله القبيحة قد أحصيت ، يتمنى الموت والفرار من مواقف العذاب ، ولن يجاب إلى طلبه .

قال أبو الطيب المتنبي :

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا

وإنما هو الشقاء الذي ليس بعده شقاء ، والتعاسة التي ليست بعدها تعاسة .

ويصلى سعيرا .

ويدخل جهنم يصطلى بنارها ، ويقاسى حرّها وسعيرها ، ويتعذب بعذابها أبد الآبدين ، ودهر الداهرين ، وما كان أيسر عليه ألا يطيع هواه ، وأن يؤمن بالله ، ولا يشرك به أحدا .

وفي ذلك يقول الله تعالى : وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه* ولم أدر ما حسابيه* يا ليتها كانت القاضية* ما أغنى عنّي ماليه* هلك عني سلطانيه* خذوه فغلّوه* ثم الجحيم صلّوه . ( الحاقة : 25-31 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ} (10)

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ} (10)

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } أي : بشماله من خلفه{[1392]} .


[1392]:- في ب: من وراء ظهره.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ} (10)

{ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره } وذلك أن يديه غلتا إلى عنقه فيؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ} (10)

قوله تعالى : " وأما من أوتي كتابه وراء ظهره " نزلت في الأسود بن عبد الأسد أخي أبي سلمة قاله ابن عباس . ثم هي عامة في كل مؤمن وكافر . قال ابن عباس : يمد يده اليمنى ليأخذ كتابه فيجذبه ملك ، فيخلع يمينه ، فيأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره . وقال قتادة ومقاتل : يفك ألواح صدره وعظامه ثم تدخل يده وتخرج من ظهره ، فيأخذ كتابه كذلك .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ} (10)

{ وأما من أوتي } أي بغاية السهولة وإن أبى هو ذلك { كتابه } أي صحيفة حسابه{[72376]} { وراء ظهره * } أي في شماله إيتاء مستغرقاً لجميع جهة الوراء التي هي علم-{[72377]} السوء لأنه كان يعمل ما لم يأذن به الله ، فكأنه عمل من ورائه مما يظن أنه يخفى عليه سبحانه ، فكان حقيقاً بأن تغل يمينه إلى عنقه ، وتكون شماله إلى-{[72378]} وراء ظهره ، ويوضع كتابه فيها ، وهذا احتباك : ذكر اليمين أولاً يدل على الشمال ثانياً ، وذكر الوراء ثانياً-{[72379]} يدل على الأمام أولاً ، وسر ذلك أنه ذكر دليل المودة والرفق بالمصافحة ونحوها في السعيد ، ودليل الغدر والاغتيال في الشقي


[72376]:من ظ و م، وفي الأصل: أعماله.
[72377]:زيد من ظ و م.
[72378]:زيد من م.
[72379]:زيد من ظ و م.