تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

المفردات :

معلم : يعلمه غلام رومي لبعض ثقيف .

مجنون : لا يعي ما يقول .

10

المفردات :

أنى : كيف يكون ، ومن أين .

التفسير :

13 ، 14- { أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين * ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون } .

كيف يتذكر هؤلاء ربهم ، ويصدقون في إيمانهم وجبلتهم وطبيعتهم الإمعان في الكفر والعناد ، فقد جاءهم رسول كريم ، مؤيد بالوحي والقرآن الذي يزلزل الجبال ، ويؤثر في الصم الشداد ، وتخشع له الحجارة الصماء ، ومع كل ذلك أعرضوا عن القرآن والإيمان والرسول المؤيد بالمعجزات .

وقالوا : { معلم } . يعلمه فتى أعجمي عند أحد بني ثقيف .

{ مجنون } . تأتيه نوبة من الجنون ، فيهرتق بما لا يعرف ، لأنهم رأوا القرآن فوق طاقتهم وفوق طاقة البشر ، فنسبوه إلى الشعر وإلى الجنون ، ولو أنصفوا لقالوا : إنه وحي السماء ، وكلام الله العلي القدير .

قال الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير :

إن كفار مكة كان لهم في ظهور القرآن على يد محمد صلى الله عليه وسلم قولان :

منهم من كان يقول : إن محمدا يتعلم هذا الكلام من بعض الناس ، ومنهم من كان يقول : إنه مجنون ، والجن تلقي عليه هذا الكلام حال تخبطه . اه .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

وقالوا معلَّم : يعلمه بعض الناس .

فكفروا به ، وقالوا إنه مجنونٌ يعلّمه بعضُ الناس القرآنَ الذي يتلوه علينا

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ثم تولوا عنه}: ثم أعرضوا عن محمد صلى الله عليه وسلم إلى الضلالة.

{وقالوا معلم مجنون}، قال ذلك عتبة بن أبي معيط: إن محمدا مجنون، وقالوا: إنما يعلمه جبر غلام عامر بن الحضرمي، وقالوا: لئن لم ينته جبر غلام عامر بن الحضرمي، فأوعدوه لنشترينه من سيده، ثم لنصلبنه حتى ينظر هل ينفعه محمد أو يغني عنه شيئا.

{بل هم في شك يلعبون}: بل هم من القرآن في شك لاهون...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

تولوا عن رسولنا حين جاءهم مدبرين عنه، لا يتذكرون بما يُتلى عليهم من كتابنا، ولا يتعظون بما يعظهم به من حججنا، ويقولون: إنما هو مجنون عُلّم هذا الكلام.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{مجنون} نسبوه إلى الجنون لوجهين: أحدهما: ما ذُكر أنه إذا نزل به الوحي تغيّرت حاله ولونه لثقل ذلك عليه، فيقولون: به آفة وجنون.

والثاني: لمّا رأوه قد خاطر بروحه ونفسه لأنه خالف الفراعنة منهم والأكابر الذين كانت همّتهم القتل والإهلاك لمن خالفهم، ودعاهم إلى غير الذي كانوا عليه، نسبوه إلى الجنون، والله أعلم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان الإعراض عنه مع ماله من العظمة بالبيان استخفافاً به وبمن جاء من بعده أشار إلى ذلك بأداة التراخي فقال: {ثم} أي بعد ما له من عليّ الرتبة في نفسه وبالإضافة إلى من أرسله.

ولما كانت الفطر الأولى داعية إلى الإقبال على الحق، نازعة إلى الانقطاع إلى الله والعكوف ببابه، واللجاء إلى جنابه، إلا بجهد من النفس في النفور وعلاج دواعي الثبور، أشار إلى ذلك بالتعبير بصيغة التفعل فقال: {تولوا عنه} أي أطاعوا ما دعاهم إلى الإدبار عنه من دواعي الهوى ونوازع الشهوات والحظوظ.

{وقالوا} أي زيادة على إساءتهم بالتولي.

{معلم} أي علمه غيره من البشر.

{مجنون} فلم يبالوا بالتناقض البين الأمر، وهذا يدل على أن من لا يبالي بعرضه ولا حياء له، لا طبيب لدائه؛ لأنه لا وجود لدوائه، وأنه إذا مس بما يلينه ويرده ويهينه لا يؤمن من رجوعه إلى الحال السيئ عند كشف ذلك الضر عنه...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جاءهم رسول فشكُّوا في رسالته ثم تولّوا عنه وطعنوا فيه، فالتولّي والطعن حصلا عند حصول الشك واللعب، ولذلك كانت {ثم} للتراخي الرتبي لا لتراخي الزمان. ومعنى التراخي الرتبي هنا أن التولي والبهتان أفظع من الشك واللعب...

وصفوه مرة بأنه يعلّمه غيره، ووصفوه مرة بالجنون، تنقلاً في البهتان، أو وصفَه فريق بهذا وفريق بذلك، فالقول موزع بين أصحاب ضمير {قالوا} أو بين أوقات القائلين. ولا يصح أن يكون قولاً واحداً في وقت واحد؛ لأن المجنون لا يكون معلَّماً ولا يتأثر بالتعليم...

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ} (14)

ولما كان الإعراض عنه مع ماله من العظمة بالبيان استخفافاً به وبمن جاء من بعده ، أشار إلى ذلك بأداة التراخي فقال : { ثم } أي بعد ما له من عليّ الرتبة في نفسه وبالإضافة إلى من أرسله . ولما كانت الفطر الأولى داعية إلى الإقبال على الحق ، نازعة إلى الانقطاع {[57367]}إلى الله والعكوف ببابه ، واللجاء إلى جنابه ، إلا بجهد من{[57368]} النفس {[57369]}في النفور{[57370]} وعلاج دواعي الثبور ، أشار{[57371]} إلى ذلك بالتعبير بصيغة التفعل فقال : { تولوا عنه } أي أطاعوا ما دعاهم إلى الإدبار{[57372]} عنه من دواعي الهوى ونوازع الشهوات والحظوظ { وقالوا } أي زيادة على إساءتهم{[57373]} بالتولي : { معلم } أي علمه غيره من البشر { مجنون * } فلم{[57374]} يبالوا بالتناقض البين الأمر ، وهذا يدل على أن من لا يبالي بعرضه ولا حياء له لا طيب لدائه لأنه لا وجود لدوائه ، وأنه إذا مس بما يلينه ويرده ويهينه لا يؤمن [ من-{[57375]} ] رجوعه إلى الحال {[57376]}السيئ عند{[57377]} كشف ذلك الضر عنه .


[57367]:من مد، وفي الأصل و ظ: على.
[57368]:زيد في الأصل و ظ: الحق، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[57369]:من مد، وفي الأصل و ظ: بالنفور- كذا.
[57370]:من مد، وفي الأصل و ظ: بالنفور- كذا.
[57371]:من مد، وفي الأصل و ظ: اشارة.
[57372]:من ظ ومد، وفي الأصل: الاباء.
[57373]:زد في الأصل و ظ: بالقول، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[57374]:من ظ ومد، وفي الأصل: ولم.
[57375]:زيد من مد.
[57376]:من مد، وفي الأصل و ظ: المسي عنه.
[57377]:من مد، وفي الأصل و ظ: المسي عنه.