9- { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم } .
ذلك الإضلال بسبب كراهيتهم للقرآن الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفيه التوحيد والعفة والاستقامة ، وتحريم الخمر والزنا والميسر ، ورغبة الكافرين في إشباع ملذاتهم ، وإتباع أهوائهم .
أضاع ثوابها لعدم الإيمان ، أو أحبط عبادتهم للأوثان والأصنام وجعلها هالكة لا وزن لها ولا ثواب .
أي : كرهوا القرآن وما أنزل الله فيه من التكاليف والأحكام ، لأنهم قد ألفوا الإهمال وإطلاق العنان في الشهوات والملاذ ، فشق عليهم ذلك وتعاظمهم .
قال ابن عباس في قوله تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض . . . } ( الأنفال : 67 ) . ذلك يوم بدر ، والمسلمون يومئذ قليل ، فلما كثروا واشتد سلطانهم ، أنزل الله تعالى بعد هذا في الأسارى : { فإما منا بعد وإما فداء . . . } ( محمد : 4 ) .
فجعل الله النبي والمؤمنين في الأسارى بالخيار ، إن شاءوا قتلوهم ، وإن شاءوا استعبدوهم ، وإن شاءوا فادوهم ، أي يفعل الإمام ما يراه مصلحة حربية .
ولما بين ما صنع بهم ليجترئ به حزبه عليهم ، بين سببه ليجتنب فقال : { ذلك } الأمر البعيد من الخير { بأنهم } أي بسب بأنهم { كرهوا } {[59432]}بغضوا وخالفوا وأنكروا{[59433]} { ما أنزل الله } أي الملك الأعظم الذي لا نعمة إلا منه ، والذي أنزله من القرآن والسنة هو روح الوجود الذي لا يعاندونه ، فلما كرهوا الروح الأعظم بطلت أرواحهم فتبعتها أشباحهم ، وهو معنى قوله مسبباً بياناً لمعنى {[59434]}إضلال أعمالهم{[59435]} : { فأحبط } أي أبطل إبطالاً لا صلاح معه { أعمالهم * } بسبب أنهم أفسدوها بنياتهم فصارت وإن كانت صورها صالحة ليس لها أرواح ، لكونها واقعة-{[59436]} على غير ما أمر به الله الذي لا أمر إلا له يقبل من العمل إلا ما حده ورسمه ، وهذا وعيد للأمة بأنها إن تخلت{[59437]} عن نصر الله والجهاد في سبيله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلها سبحانه إلى نفسها وتخلى عن نصرها وسلط عليها عدوها-{[59438]} ، ولقد وجد بعض ذلك من تسلط الفسقة لما وجد التهاون في بعض ذلك والتواكل فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.