فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (9)

والإشارة بقوله { ذلك } إلى ما تقدم مما ذكره الله من التعس والإضلال أي الأمر ذلك أو ذلك الأمر { بأنهم كرهوا ما أنزل الله } على رسوله من القرآن المشتمل على التكاليف ، وذلك لأنهم قد ألفوا الإهمال وإطلاق العنان في الشهوات والملاذ ، فلما جاء القرآن بترك ذلك كرهوه ، أو ما أنزل على رسله من كتبه لاشتماله على ما في القرآن من التوحيد والبعث { فأحبط أعمالهم } بذلك السبب ، والمراد بالأعمال ما كانوا عملوا من أعمال الخير في الصورة ، وإن كانت باطلة من الأصل ، لأن عمل الكافر لا يقبل قبل إسلامه ،