تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ} (17)

1

المفردات :

ما زاغ البصر : ما عدل عن رؤية العجائب التي أُمر برؤيتها ، وتمكنّ منها ، وما ما مال يمينا ولا شمالا .

وما طغى : ما جاوز ما أُمر به .

التفسير :

17-{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى } .

زاغ : نظر يمينا وشمالا ، وطغى : جاوز الحدّ ، أي : ما مال بصر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا ولا شمالا ، وما تجاوز الحدّ ، وما تطلع إلى رؤية شيء لم يؤذن له برؤيته ، بل كان في سمت المتقين ، وأدب المرسلين ، ويقين الصدِّيقين ، ورضا المحبين ، فانطلق في طريقه قانعا بما أذن له به ربّه من التكريم والتعظيم والفضل العميم .

حيث رأى جبريل على صورته الحقيقية ، وسائر عجائب الملكوت ، وهذا كقوله تعالى : { لنرُيَهُ مِنْ آياتنا . . . }( الإسراء : 1 ) .

وقد رأى ما تتحيَّر العقول في إدراكه ، كما قال القائل :

رأى جنة المأوى وما فوقها ولو *** رأى غيره ما قد رآه لتاها

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ} (17)

ما زاغ البصرُ : ما مال بصر محمد عما رآه .

وما طغى : وما تجاوز ما أُمر به .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ} (17)

{ ما زاغ البصر وما طغى } هذا وصف أدب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج أي لم يمل بصره عما قصد له ولا جاوز الى ما أمر به

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ} (17)

وأكد الرؤية وقررها مستأنفاً بقوله : { ما زاغ } أي ما مال أدنى ميل { البصر } أي الذي لا بصر لمخلوق أكمل منه ، فما قصر عن النظر فيما أذن له فيه ولا زاد { وما طغى * } أي تجاوز الحد إلى ما لم يؤذن له فيه مع أن ذلك العالم غريب عن بني آدم ، وفيه من العجائب ما يحير الناظر ، بل كانت له العفة الصادقة المتوسطة بين الشره والزهادة على أتم قوانين العدل ، فأثبت ما رآه على حقيقته ، وكما قال السهروردي في أول الباب الثاني والثلاثين من عوارفه : وأخبر تعالى بحسن أدبه في الحضرة بهذه الآية ، وهذه غامضة من غوامض الأدب ، اختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .