كلا : ردع وزجر عن الاختلاف فيه .
4 ، 5- كلاّ سيعلمون* ثم كلاّ سيعلمون .
ليرتدع هؤلاء الكفار عما هم فيه من إنكار البعث والجزاء ، أو من إنكار القرآن ورسالة الإسلام ، سيعلمون صدق ذلك عند نزول الموت بساحتهم .
تأكيد لما سبق ، وتهديد ووعيد ، وزيادة معنى ، أي : سيعلمون عند قيام القيامة ، ووجود الجنة والنار أنهم كانوا مخطئين في إنكار البعث ، أو في التشكك في القيامة ، وفي وقوع الثواب والعقاب ، ثم أخذ القرآن يقدم لهم أدلة واقعية يلمسونها بأيديهم ، ويشاهدونها بأعينهم ، وتؤكد أن وراء هذا الكون البديع يدا قادرة خالقة مبدعة ، هي يد الله ، وهو على كل شيء قدير .
كلا : للردع ونفي الزعم الباطل .
ثم ردّ الله عليهم الإنكارَ والترددَ بقوله :
ليس الأمرُ كما يزعم هؤلاء المنكِرون للبعث بعد الموت ، ستنكشِفُ لهم الحقيقةُ وسيعلمون حقيقةَ الأمرِ حين يُبعثون ويَرَون صحةَ الخبر ، يومَ تقومُ الساعة ويفصِل الله بينهم في كل ما اختلفوا فيه .
قرأ الجمهور : كلا سيعلمون بالياء ، وقرأ ابن عامر : ستعلمون بالتاء .
ثم هددهم فقال : " كلا سيعلمون " أي سيعلمون عاقبة القرآن ، أو سيعلمون البعث : أحق هو أم باطل . و " كلا " رد عليهم في إنكارهم البعث أو تكذيبهم القرآن ، فيوقف عليها . ويجوز أن يكون بمعنى حقا أو " ألا " فيبدأ بها . والأظهر أن سؤالهم إنما كان عن البعث . قال بعض علمائنا : والذي يدل عليه قوله عز وجل : " إن يوم الفصل كان ميقاتا " [ النبأ : 17 ] يدل على أنهم كانوا يتساءلون عن البعث .
ولما كان الأمر-{[71059]} من العظمة في هذا الحد قال مؤكداً لأن{[71060]} ما اختلفوا فيه وسألوا عنه ليس موضعاً للاختلاف والتساؤل بأداة الردع ، فقال تهديداً لهم وتوكيداً لوعيدهم : { كلا } أي ليس ما سألوا عنه واختلفوا فيه بموضع اختلاف أصلاً ، ولا يصح أن يطرقه ريب بوجه من الوجوه فلينزجروا عن ذلك وليرتدعوا قبل حلول ما لا قبل لهم به .
ولما كان كأنه قيل : فهل{[71061]} ينطقع ما هم فيه ؟ أجاب بقوله مهدداً حاذفاً متعلق العلم للتهويل لأجل ذهاب النفس كل مذهب : { سيعلمون * } أي يصلون إلى حد يكون حالهم فيه في ترك العناد حال العالم بكل ما ينفعهم ويضرهم ، وهذا عن قريب بوعد لا خلف فيه{[71062]} ، ويكون لهم حينئذ عين اليقين الذي لا يستطاع دفاعه بعد علم اليقين الذي دافعوه ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.