تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (155)

149

155- { أفلا تذكرون } .

معطوف على محذوف ، تقديره أتجهلون هذه الأمور الظاهرة ، فلا تتذكرون ، أي أنسيتم دلائل القدرة والتنزيه المركوزة في كل العقول ، فلا تتذكرون أنه لا يجوز أن يكون لله ولد ، بل يجب أن يكون منزها عن مشابهة الحوادث .

قال تعالى : { وقالوا اتخذ الرحمان ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذا ولدا* إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا* لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا } . [ مريم : 88-95 ] .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (155)

{ أفلا تذكرون } : الكلام جار على التوبيخ من جهتين : إحداهما أن يكون تبيينا وتفسير لما قالوه من الكذب ويكون { ما لكم كيف تحكمون } منقطعا مما قبله . والجهة الثانية أنه قد حكى النحويون - منهم الفراء - أن التوبيخ يكون باستفهام وبغير استفهام كما قال جل وعز : { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا } [ الأحقاف : 20 ] . وقيل : هو على إضمار القول ؛ أي ويقولون { أصطفى البنات } ، أو يكون بدلا من قوله : { ولد الله } لأن ولادة البنات واتخاذهن اصطفاه لهن ، فأبدل مثال الماضي مثال الماضي فلا يوقف على هذا على { لكاذبون " { أفلا تذكرون } في أنه لا يجوز أن يكون له ولد .