تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِلَّا مَنۡ هُوَ صَالِ ٱلۡجَحِيمِ} (163)

160

المفردات :

بفاتنين : بمضلّين أو مفسدين .

صال الجحيم : داخلها ومُقاس حرّها .

التفسير :

161- 162 ، 163- { فإنكم وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتنين* إلا من هو صال الجحيم } .

وفي هذه الآيات استخفاف بالمشركين ، حيث إنهم لا يستطيعون فتنة مؤمن عن دينه ، ولا إضلال أحد حتى يتبع مذهبهم ، إلا من كان شقيّا في الأصل ، مستعدا للنار والاصطلاء بها بفطرته .

والمعنى :

إنكم أيها الكفار وما تعبدونه من أصنام وأوثان ، أو ملائكة أو جن أو أوهام ، لا تفتنون مؤمنا أو راسخا في الإيمان ، ولا تُضلّون إلا من خلق مستعدا للضلال ، والاصطلاء بنار الجحيم ، وفي هذا المعنى يقول الله تعالى عن الشيطان : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون* إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } . [ النحل : 99 ، 100 ] .

قال النحاس :

أهل التفسير مجمعون فيها علمت على أن المعنى : ما أنتم بمضلين أحدا ، إلا من قدّر الله عز وجل أن يضلّ .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِلَّا مَنۡ هُوَ صَالِ ٱلۡجَحِيمِ} (163)

الثالثة : روي عن الحسن أنه قرأ : " إلا من وصال الجحيم " بضم اللام . النحاس : وجماعة أهل التفسير يقولون إنه لحن ؛ لأنه لا يجوز هذا قاض المدينة . ومن أحسن ما قيل فيه ما سمعت علي بن سليمان يقول قال : هو محمول عل المعنى ؛ لأن معنى . " من " جماعة . فالتقدير صالون ، فحذفت النون للإضافة ، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين . وقيل : أصله فاعل إلا أنه قلب من صال إلى صايل وحذفت الياء وبقيت اللام مضمومة فهو مثل " شفا جرف هار " [ التوبة : 109 ] . ووجه ثالث أن تحذف لام " صال " تخفيفا وتجري الإعراب على عينه ، كما حذف من قولهم : ما باليت به بالة . وأصلها بالية من بالي كعافية من عافي ، ونظيره قراءة من قرأ ، " وجنى الجنتين دان " [ الرحمن : 54 ] ، " وله الجوار المنشآت " [ الرحمن : 24 ] أجرى الإعراب على العين . والأصل في قراءة الجماعة صالي بالياء فحذفها الكاتب من الخط لسقوطها في اللفظ .