تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا مِّن قَبۡلِهِۦ فَهُم بِهِۦ مُسۡتَمۡسِكُونَ} (21)

15

المفردات :

مستمسكون : متمسكون ومعوّلون .

التفسير :

21- { أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون } .

أي : أأعطيناهم كتابا من قبل هذا القرآن ، ينطق بصحة ما يدعون ، فهم بذلك الكتاب مستمسكون ، وعليه معولون .

والخلاصة : إنهم لا كتاب لهم بذلك ، ولا حجة لهم على ذلك من عقل ولا نقل .

كما قال سبحانه وتعالى : { أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون } . ( الروم : 35 ) .

أي : لم يكن لهم ذلك .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا مِّن قَبۡلِهِۦ فَهُم بِهِۦ مُسۡتَمۡسِكُونَ} (21)

ثم قال : { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } يخبرهم بصحة أفعالهم ، وصدق أقوالهم ؟ ليس الأمر كذلك ، فإن اللّه أرسل محمدا نذيرا إليهم ، وهم لم يأتهم نذير غيره ، أي : فلا عقل ولا نقل ، وإذا انتفى الأمران ، فلا ثَمَّ إلا الباطل .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا مِّن قَبۡلِهِۦ فَهُم بِهِۦ مُسۡتَمۡسِكُونَ} (21)

قوله تعالى : { أم آتيناهم كتاباً من قبله } أي من قبل القرآن بأن يعبدوا غير الله . { فهم به مستمسكون }

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا مِّن قَبۡلِهِۦ فَهُم بِهِۦ مُسۡتَمۡسِكُونَ} (21)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أم آتيناهم}: أعطيناهم.

{كتابا من قبله} من قبل هذا القرآن بأن يعبدوا غيره.

{فهم به مستمسكون}، فإنا لم نعطهم...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"أمْ آتَيْناهُمْ كِتابا مِنْ قَبْلِهِ" يقول تعالى ذكره ما آتينا هؤلاء المتخرّصين القائلين لو شاء الرحمن ما عبدنا الآلهة كتابا بحقيقة ما يقولون من ذلك، من قبل هذا القرآن الذي أنزلناه إليك يا محمد،

"فهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ "يقول: فهم بذلك الكتاب الذي جاءهم من عندي من قبل هذا القرآن، مستمسكون يعملون به، ويدينون بما فيه، ويحتجون به عليك.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يُسفّههم في قولهم لأنهم قوم لا يؤمنون بالرسل والكتب، وتلك أسباب العلم، وليست لهم تلك الأسباب لما لا يؤمنون بها، ولا يصدّقون...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"أم آتيناهم كتابا" والمعنى: التقريع لهم على خطئهم بلفظ الاستفهام، والتقدير: أهذا الذي ذكروه شيء تخرصوه وافتروه؟

"أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون"؟! فاذا لم يمكنهم ادعاء أن الله أنزل بذلك كتابا، علم أنه من تخرصهم...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

القول الباطل الذي حكاه الله تعالى عنهم عرفوا صحته بالعقل أو بالنقل، أما إثباته بالعقل فهو باطل لقوله: {ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون} وأما إثباته بالنقل، فهو أيضا باطل لقوله: {أم ءاتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون}، والضمير في قوله {من قبله} للقرآن أو للرسول، والمعنى أنهم هل وجدوا ذلك الباطل في كتاب منزل قبل القرآن حتى جاز لهم أن يعولوا عليه وأن يتمسكوا به؟ والمقصود منه ذكره في معرض الإنكار، ولما ثبت أنه لم يدل عليه لا دليل عقلي ولا دليل نقلي، وجب أن يكون القول به باطلا...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هكذا يأخذ عليهم الطريق من هذه الناحية؛ ويوحي إليهم كذلك أن العقائد لا يخبط فيها خبط عشواء، ولا يرتكن فيها إلى ظن أو وهم، إنما تستسقى من كتاب من عند الله يستمسك به من يؤتاه...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

واجتلب للإضراب حرف {أم} دون (بَل) لما تؤذن به {أم} من استفهام بعدها، وهو إنكاري. والمعنى: وما آتيناهم كتاباً من قبله.

وضمير {من قبله} عائد إلى القرآن المذكور في أوّل السورة. وفي قوله: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعليٌّ حكيمٌ} [الزخرف: 4]. وفي هذا ثناء ثالث على القرآن ضمني لاقتضائه أن القرآن لا يأتي إلا بالحق الذي يُستمسك به.

وهذا تمهيد للتخلص إلى قوله تعالى: {بل قالوا إنّا وجدنا آباءنا على أمةٍ} [الزخرف: 22].

و {مِن} مزيدة لتوكيد معنى (قبْل). والضمير المضاف إليه (قَبْل) ضمير القرآن ولم يتقدم له معاد في اللّفظ، ولكنه ظاهر من دلالة قوله: {كتاباً}.

و {مستمسكون} مبالغة في (ممسكون) يقال: أمسك بالشيء، إذا شدّ عليه يده، وهو مستعمل مجازاً في معنى الثبات على الشيء كقوله تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك} [الزخرف: 43]

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا مِّن قَبۡلِهِۦ فَهُم بِهِۦ مُسۡتَمۡسِكُونَ} (21)

{ أم آتيناهم كتابا من قبله } من قل القرآن فيه عبادة غير الله { فهم به مستمسكون } بذلك الكتاب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا مِّن قَبۡلِهِۦ فَهُم بِهِۦ مُسۡتَمۡسِكُونَ} (21)

هذا معادل لقوله : " أشهدوا خلقهم " . والمعنى : أحضروا خلقهم أم آتيناهم كتابا من قبله ، أي من قبل القرآن بما ادعوه ، فهم به متمسكون يعملون بما فيه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا مِّن قَبۡلِهِۦ فَهُم بِهِۦ مُسۡتَمۡسِكُونَ} (21)

{ أم آتيناهم كتابا من قبله } أي : من قبل القرآن ، وهذا أيضا رد عليهم لكونهم ليس لهم كتاب يحتجون به .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا مِّن قَبۡلِهِۦ فَهُم بِهِۦ مُسۡتَمۡسِكُونَ} (21)

ولما كان الإيمان بالملائكة الذين هم جند الملك من دعائم أصول الدين ، وكان الإيمان بالشيء إن لم يكن على ما هو عليه الشيء ولو بأدنى الوجوه كان مختلاً ، وأخبر سبحانه أنهم وصفوهم بغير ما هم عليه ففرطوا بوصفهم بالبنات حتى أنزلوهم إلى الحضيض وأفرطوا بالعبادة حتى أعلوهم عن قدرهم فانسلخوا في كلا الأمرين من صريح العقل بما أشار إليه ما مضى ، أتبع ذلك أنهم عريئون أيضاً من صحيح النقل ، فقال معادلاً لقوله { أشهدوا خلقهم } إنكاراً عليهم بعد إنكار ، موجباً ذلك أعظم العار ، لافتاً القول عن الوصف بالرحمة تنبيهاً بمظهر العظمة على أن حكمه تعالى متى برز لم يسع سامعه إلا الوقوف عنده والامتثال على كل حال وإلا حل به أعظم النكال : { أم آتيناهم } بما لنا من العظمة { كتاباً } أي جامعاً لما يريدون اعتقاده من أقوالهم هذه { من قبله } أي القرآن أخبرناهم فيه أنا جعلناهم إناثاً وأنا لا نشاء إلا ما هو حق نرضاه ونأمر به { فهم } أي فتسبب عن هذا الإيتاء أنهم { به } أي وحده { مستمسكون } أي موجدون الاستمساك به وطالبون للثبات عليه في عبادة غير الله ، وفي أن ذلك حق لكونه لم يعاجلهم بالعقوبة ، وفي وصفهم الملائكة بالأنوثة ، وفي غير ذلك من كل ما يرتكبونه باطلاً ، والإنكار يقتضي نفي ما دخل عليه من إيتاء الكتاب كما انتفى إشهاده لهم خلقهم ، وهذه المعادلة التي لا يشك فيها من له بصر بالكلام تدل على صحة كون الإشارة في { ما لهم بذلك من علم } شاملة لدعواهم الأنوثة في الملائكة .