{ ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا } .
ألهنهم لعنا : عذبهم وأبعدهم بلعن هو أشد اللعن وأعظمه .
أي أعط لهؤلاء الرؤساء والقادة والأئمة في الكفر ضعفي عذابنا فضعف لكفرهم وضعف لإضلال الناس وغوايتهم ، وأبعدهم ربنا من رحمتك بعدا عظيما سحيقا لا أمل في رحمة بعده وهم بهذا إنما ينفسون عما في أنفسهم من غيظ وغضب ، والسعيد من شمله الله برحمته والشقي من لعنه وطرده من رحمته .
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو أن أبا بكر قال : " يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال : " قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " . 73
وذكر ابن كثير أن هذه الآية تقرأ ( لعنا كبيرا ) وتقرأ ( لعنا كثيرا ) وهما بمعنى واحد .
قوله تعالى : " ربنا آتهم ضعفين من العذاب " قال قتادة : عذاب الدنيا وعذاب الآخرة . وقيل : عذاب الكفر وعذاب الإضلال ، أي عذبهم مثلي ما تعذبنا فإنهم ضلوا وأضلوا . " والعنهم لعنا كبيرا " قرأ ابن مسعود وأصحابه ويحيى وعاصم بالباء . الباقون بالثاء ، واختاره أبو حاتم وأبو عبيد والنحاس ، لقوله تعالى : " أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " {[12931]} [ البقرة : 159 ] وهذا المعنى كثير . وقال محمد بن أبي السري : رأيت في المنام كأني في مسجد عسقلان وكأن رجلا يناظرني فيمن يبغض أصحاب محمد فقال : والعنهم لعنا كثيرا ، ثم كررها حتى غاب عني ، لا يقولها إلا بالثاء . وقراءة الباء ترجع في المعنى إلى الثاء ؛ لأن ما كبر كان كثيرا عظيم المقدار .
ولما كان كأنه قيل : فما تريدون{[56138]} لهم ؟ قالوا مبالغين في الرقة وللإستعطاف{[56139]} بإعادة الرب : { ربنا } أي أيها المحسن إلينا { آتهم ضعفين } أي{[56140]} مثلي عذابنا من وهن قوتنا وشدة المؤثر لذلك مضاعفاً أضعافاً{[56141]} كثيرة { من العذاب } ضعفاً بضلالهم ، وآخر بإضلالهم ، وإذا راجعت ما في آواخر{[56142]} سبحان من معنى الضعف وضح لك هذا ، ويؤيده قوله{[56143]} : { والعنهم لعناً كثيراً * } أي اطردهم عن محال الرحمة طرداً متناهياً في العدد ، والمعنى على قراءة عاصم{[56144]} بالموحدة : عظيماً شديداً غليظاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.