تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ} (35)

{ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين } .

المفردات :

أكثر أموالا : من المؤمنين فنحن أكثر كرامة عند الله منهم فلن نعذب في الآخرة .

التفسير :

هكذا ينظر المترفون إلى نعم الله عليهم على أنها مكافأة من الله لهم وقد فضلهم الله في الدنيا لكرامتهم عليه ولن يعذبهم في الآخرة لأنهم أهل الامتياز والتقدير فهم في الدنيا أكثر أموالا وأولادا وأتباعا من المؤمنين وذلك في تقديرهم لعلو منزلتهم عند الله وما كان الله ليعطيهم ذالك في الدنيا ثم يعذبهم في الآخرة وهيهات لهم ذلك ، فإن مقاييس الدنيا مختلفة عن حسابات الآخرة فالله تعالى قد يعطى الظالمين استدراجا لهم حتى يستحقوا العذاب عن جدارة واستحقاق وقد يمتحن المؤمنين بالفقر أو المصائب ليظهر إيمانهم وصبرهم ويتبين استحقاقهم للفضل والأجر وحسن المثوبة .

وفي القرآن الكريم : { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } . ( المؤمنون : 55-56 ) .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ} (35)

{ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا } أي : ممن اتبع الحق { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } أي : أولا ، لسنا بمبعوثين ، فإن بعثنا ، فالذي أعطانا الأموال والأولاد في الدنيا ، سيعطينا أكثر من ذلك في الآخرة ولا يعذبنا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ} (35)

" إنا بما أرسلتم به كافرون . وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا " أي فضلنا عليكم بالأموال والأولاد ، ولو لم يكن ربكم راضيا بما نحن عليه من الدين والفضل لم يخولنا ذلك . " وما نحن بمعذبين " لأن من أحسن إليه فلا يعذبه .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ} (35)

{ وقالوا } مفاخرين{[56954]} ودالين على أنهم فائزون كما{[56955]} قال لك هؤلاء كأنهم تواصلوا به : { نحن أكثر } .

ولما كانت الأموال في الأغلب سبباً لكثرة الأولاد بالاستكثار من النساء الحرائر{[56956]} والإماء ، قدمها فقال : { أموالاً وأولاداً } أي في هذه الدنيا ، ولو لم يرض منا ما نحن عليه ما رزقنا ذلك { وما نحن } أي الآن { بمعذبين * } أي بثابت عذابنا ، وإنما تعرض لنا أحوال خفيفة من مرض وشدائد هي أخف من أحوالكم ، وحالنا الآن دليل على حالنا فيما يستقبل من الزمان كائناً{[56957]} ما كان ، فإن الحال نموذج المآل ، والأول دليل الآخر ، فإن كان ثَم آخرة كما تقولون فنحن أسعد منكم فيها كما نحن أسعد منكم الآن ، ولم تنفعهم قصة سبأ في ذلك فإنهم لو تأملوا لكفتهم ، وأنارت أبصار{[56958]} بصائرهم ، وصححت أمراض قلوبهم وشفتهم ، فإنهم كانوا أحسن الناس حالاً ، فصاروا أقبحهم{[56959]} مآلاً .


[56954]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: مفارضين.
[56955]:زيد من م ومد.
[56956]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الحرار.
[56957]:سقط من ظ.
[56958]:زيد من ظ وم ومد.
[56959]:زيد في الأصل: حالا و، ولم تكن الزيادة في ظ وم ومد فحذفناها.