فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ} (35)

{ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا } والمعنى أن الله فضلنا عليكم بالأموال والأولاد في الدنيا وذلك يدل على أنه قد رضي ما نحن عليه من الدين { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } في الآخرة بعد إحسانه إلينا في الدنيا ورضاه عنا أرادوا أنهم أكرم على الله من أن يعذبهم نظرا إلى أحوالهم في الدنيا ، وظنوا أنهم لو لم يكرموا على الله لما رزقهم الله ، ولولا أن المؤمنين هانوا عليه لما حرمهم ، فأبطل الله ظنهم وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يجيب عنهم ردا عليهم ، وحسما لمادة طمعهم وتحقيقا للحق الذي عليه يدور أمر التكوين ، وقال : { قُلْ : إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء }