تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

1

المفردات :

تدعو : تجذب وتحضر من أعطى ظهره للحق وأعرض عن الطاعة ، للدخول فيها .

وجمع فأوعى : جمع المال فجعله في وعاء ، وكنزه ولم يؤدّ حقه .

التفسير :

17 ، 18- تدعوا من أدبر وتولّى* وجمع فأوعى .

تدعو جهنم يوم القيامة إليها كلّ أصحابها ، وكل من استحق العذاب فيها ، تلتقط الكافرين من أرض المحشر ، كما يلتقط الطير الحبّ ، وتناديهم بلسان فصيح مبين ، تقول بلسان حالها ، أو بلسان يخلقه الله فيها : تعالوا إليّ ، وتعذبوا في داخلي ، واحتلّوا أماكنكم في جهنم ، يا كل من أدبر وولّى دبره لدعوة الإسلام ، وأعرض عن سماع القرآن ، وانشغل بجمع المال الحرام ، وكنزه في وعاء ، وربط عليه فلم يؤد زكاته .

قال ابن كثير :

وجمع فأوعى . أي : جمع المال بعضه على بعض ، فأوعاه أي أوكاه ( أي ربط عليه ، وحبس حق الله فيه ) ومنع الواجب عليه في النفقات وإخراج الزكاة .

وقد ورد في الحديث : ( ولا توعى فيوعى الله عليك )vi . أي : لا تحبس حق الفقر والمسكين ، فيضيّق الله عليك ، وكان عبد الله بن حكيم لا يربط له كيس ، يقول : سمعت الله يقول : وجمع فأوعى .

وقال الحسن البصري : يا ابن آدم ، سمعت وعيد الله ثم أوعيت الدنيا .

وقال قتادة : وجمع فأوعى . كان جموعا قموما للخبيث .

وقال المفسرون : جمع المال ولم يؤدّ زكاته ، وتشاغل به عن دينه ، وزها باقتنائه ، وتكبر وتجبر فكان جموعا منوعا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

وجمع الأموال بعضها فوق بعض وأوعاها ، فلم ينفق منها ، فإن النار تدعوهم إلى نفسها ، وتستعد للالتهاب بهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

{ وجمع } المال { فأوعى } فأمسكه في وعائه ولم يؤد حق الله منه

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

" وجمع فأوعى " أي جمع المال فجعله في وعائه ومنع منه حق الله تعالى ، فكان جموعا منوعا . قال الحكم : كان عبدالله بن عكيم لا يربط كيسه ويقول سمعت الله يقول : " وجمع فأوعى " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَمَعَ فَأَوۡعَىٰٓ} (18)

ولما كانت الدنيا والآخرة ضرتين ، فكان الإقبال على إحداهما دالاً على الإعراض عن الأخرى ، قال دالاً على إدباره بقلبه : { وجمع } أي كل ما كان منسوباً إلى الدنيا .

ولما كانت العادة جارية بأن من كانت الدنيا أكبر همه كان همه بجمعه الاكتناز لا الإنفاق ، سبب عن جمعه قوله : { فأوعى * } أي جعل ما جمعه في وعاء وكنزه حرصاً وطول أمل ولم يعط حق الله فيه ، فكان {[68352]}همه الإيعاء لا إعطاء{[68353]} ما وجب من الحق إقبالاً على الدنيا وإعراضاً عن الآخرة .


[68352]:- من ظ وم، وفي الأصل: حقه الأعطاء لا إلايعاء.
[68353]:- من ظ وم، وفي الأصل: حقه الأعطاء لا إلايعاء.