تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (85)

81

المفردات :

تبارك : تعالى وتعاظم .

وما بينهما : كالهواء وجميع المخلوقات .

الساعة : القيامة .

التفسير :

85- { وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون } .

كثرت بركات الله صاحب السلطان المطلق ، والملك التام للسماوات والأرض وما بينهما ، من الهواء والفضاء ، وأنواع الحيوان والإنسان ، وهو خالق كل شيء ، وهو المختص وحده بالساعة ، لا يجليها لوقتها إلا هو ، وإليه سبحانه مرجع العباد كلهم للحساب والجزاء ، فيجازي كل إنسان بعمله : إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (85)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (85)

قوله تعالى : " تبارك " تفاعل من البركة ، وقد تقدم{[13701]} . " وعنده علم الساعة " أي وقت قيامها . " وإليه ترجعون " قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي " وإليه يرجعون " بالياء . الباقون بالتاء . وكان ابن محيصن وحميد ويعقوب وابن أبي إسحاق يفتحون أوله على أصولهم . وضم الباقون .


[13701]:راجع ج 7 ص 223.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (85)

ولما نزه ذاته الأقدس وأثبت لنفسه استحقاق الإلهية بالإجماع من خلقه بما ركزه في فطرهم وهداهم إليه بعقولهم ، أتبع ذلك أدلة أخرى بإثبات كل كمال بما تسعه العقول وبما لا تسعه مصرحاً بالملك فقال : { وتبارك } أي ثبت ثباتاً لا يشبهه ثبات لأنه لا زوال مع التيمن والبركة وكل كمال ، فلا تشبيه له حتى يدعي أنه ولد له أو شريك ، ثم وصفه بما يبين تباركه واختصاصه بالإلهية فقال : { الذي له ملك السماوات } أي كلها { والأرض } كذلك { وما بينهما } وبين كل اثنين منها ، والدليل على هذا الإجماع القائم على توحيده عند الاضطرار .

ولما ثبت اختصاصه بالملك وكان الملك لا يكون إلا عالماً بملكه وكان ربما ادعى مدع وتكذب معاند في الملك أو العلم ، قطع الأطماع بقوله : { وعنده } أي وحده { علم الساعة } سائقاً له مساق ما هو معلوم الكون ، لا مجال للخلاف فيه إشارة إلى ما عليها من الأدلة القطعية المركوزة في الفطرة الأولى فكيف يما يؤدي إليه الفكر من الذكر المنبه عليه السمع ، ولأن من ثبت اختصاصه بالملك وجب قبول أخباره لذاته ، وخوفاً من سطواته ، ورجاء في بركاته { وإليه } أي وحده لا إلى غيره بعد قيام الساعة { ترجعون } بأيسر أمر تحقيقاً لملكه وقطعاً للنزاع في وحدانيته ، وقراءة الجماعة وهم من عدا ابن كثير وحمزة والكسائي وورش عن يعقوب بالخطاب أشد تهديداً من قراءة الباقين بالغيب ، وأدل على تناهي الغضب على من لا يقبل إليه بالمتاب بعد رفع كل ما يمكن أن يتسبب عنه ارتياب .