سقياها : شرابها الذي اختصها به في يومها .
13- فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها .
أي : قال لهم رسول الله صالح : هذه ناقة الله ، أي معجزة من الله لكم ، فحافظوا عليها وعلى نصيبها من الماء ، فلها يوم تشرب فيه وحدها ماء النهير ، ولكم يوم ثان تشربون فيه ماء النهير وحدكم ، واليوم الذي تشرب فيه الناقة تعطيكم جميعا لبنا يكفيكم من أوّلكم إلى آخركم ، ونصحهم النبي صالح بالمحافظة على الناقة ، وعلى حقها في شرب ماء النهير في يوم ، ونصحهم بألا يتعرضوا للناقة بأيّ أذى حتى لا يصيبهم العذاب الأليم .
قال تعالى : ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب . ( هود : 64 ) .
وقال عز شأنه : قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم* ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم . ( الشعراء : 155 ، 156 ) .
قوله تعالى : " فقال لهم رسول الله " يعني صالحا . " ناقة الله " " ناقة " منصوب على التحذير ، كقولك : الأسد الأسد ، والصبي الصبي ، والحذار الحذار . أي احذروا ناقة الله ، أي عقرها . وقيل : ذروا ناقة الله ، كما قال : " هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم{[16103]}عذاب أليم " . [ الأعراف : 73 ] . " وسقياها " أي ذروها وشربها . وقد مضى في سورة " الشعراء " {[16104]} بيانه والحمد لله . وأيضا في سورة " اقتربت الساعة " {[16105]} [ القمر : 1 ] . فإنهم لما اقترحوا الناقة ، وأخرجها لهم من الصخرة ، جعل لهم شرب يوم من بئرهم ، ولها شرب يوم مكان ذلك ، فشق ذلك عليهم .
{ فقال لهم } أي بسبب الانبعاث أو التكذيب الذي دل على قصدهم لها بالأذى ، وأظهر ولم يضمر وعين الإظهار بالجلالة إشارة إلى عظيم آيتهم وبديع بدايتهم ونهايتهم فقال : { رسول الله } أي الملك الذي له الأمر كله ، فتعظميه من تعظيم مرسله وهو صالح عليه الصلاة والسلام وكذا الناقة ، وعبر بالرسول لأن وظيفته الإبلاغ والتحذير الذي ذكر هنا ، ولذا قال مشيراً بحذف العامل إلى ضيق الحال عن ذكره لعظيم الهول وسرعة التعذيب عند مسها بالأذى ، وزاد في التعظيم بإعادة الجلالة : { ناقة الله } أي الملك الأعظم الذي له الجبروت كله فلا يقر من انتهك حرمته واجترأ على ما أضافه إليه ، ولهذا أعاد الإظهار دون الإضمار ، والعامل : دعوا أو احذروا - أو نحو ذلك أي احذروا أذاها بكل اعتبار { وسقياها * } أي الماء الذي جعله الله تعالى لها لسقيها وهو بئرها ، فلا تذودوها عن بئرها في اليوم الذي تكون فيه نوبتها في الشرب ولا تمسوها بسوء ، وكأنه صلى الله عليه وسلم فهم عنهم بعد مدة أنهم يريدون عقرها فكرر عليهم التحذير
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.