اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَقَالَ لَهُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقۡيَٰهَا} (13)

قوله : { فَقَالَ لَهُمْ } . إن كان المراد ب «أشْقَاهَا » جماعة ، فعود الضمير من «لهم » عليهم واضح وإن كان المراد به علماً بعينه ، فالضمير من «لهم » يعود على «ثمود » ، والمراد برسول الله يعني : صالحاً .

وقوله تعالى : { نَاقَةَ الله } منصوب على التحذير ، أي احذروا ناقة الله فلا تقربوها ، وإضمار الناصب هنا واجب لمكان العطف ، فإن إضمار الناصب يجب في ثلاثة مواضع :

أحدها : أن يكون المحذر نفس «إياك » وبابه .

الثاني : أنه يجب فيه عطف .

الثالث : أنه يوجد فيه تكرار ، نحو «الأسد الأسد والصبيََّ الصبيَّ ، والحذرَ الحذرَ » .

وقيل : ذروا ناقة الله ، كقوله تعالى : { فَذَرُوهَا تَأْكُلْ في أَرْضِ الله } [ هود : 64 ] . وقرأ زيد بن علي : «ناقَةُ اللهِ » رفعاً ، على إضمار مبتدأ مضمر ، أي : هذه ناقة الله فلا تتعرضوا لها .

قوله : { وَسُقْيَاهَا } . أي ذروها وشربها ، فإنهم لما اقترحوا الناقة ، أخرجها لهم من الصخرة وجعل لهم شرب يوم من بئرهم ، ولها شرب يوم مكان ذلك ، فشق عليهم ،