السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَقَالَ لَهُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقۡيَٰهَا} (13)

{ فقال لهم } ، أي : بسبب الانبعاث أو التكذيب الذي دل على قصدهم لها بالأذى { رسول الله } ، أي : صالح عليه السلام ، وعبر بالرسول لأنّ وظيفته الإبلاغ والتحذير الذي ذكر هنا ، ولذلك قال تعالى مشيراً بحذف العامل إلى ضيق الحال عن ذكره لعظم الهول وسرعة التعذيب عند مسها بالأذى . وزاد في التعظيم بإعادة الجلالة { ناقة الله } ، أي : الملك الأعظم الذي له الأمر كله ، وهي منصوبة على التحذير كقولك : الأسد الأسد ، والصبي الصبي بإضمار اتقوا أو احذروا ناقة الله . { وسقياها } ، أي : وشربها في يومها ، وكان لها يوم ولهم يوم ؛ لأنهم لما اقترحوا الناقة فأخرجها لهم من الصخرة جعل لهم شرب يوم من بئرهم ، ولها شرب يوم فشق عليهم . وإضافة الناقة إلى الله تعالى إضافة تشريف كبيت الله .