الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَقَالَ لَهُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقۡيَٰهَا} (13)

قوله : { فَقَالَ لَهُمْ } : إنْ كان المرادُ ب " أَشْقاها " جماعةً فعَوْدُ الضميرِ مِنْ " لهم " عليهم واضحٌ ، وإنْ كان المرادُ به عَلَماً بعينِه فالضميرُ مِنْ " لهم " يعودُ على ثمود .

قوله : { نَاقَةَ اللَّهِ } منصوبٌ على التحذير ، أي : احْذَروا ناقةَ اللَّهِ فلا تَقْرَبُوها ، وإضمارُ الناصبِ هنا واجبٌ لمكانِ العطف ، فإنَّ إضمارَ الناصبِ يجبُ في ثلاثةِ مواضعَ ، أحدُها : أن يكونَ المحذَّرُ نحو : " إياك " وبابه . الثاني : أن يُوجدَ فيه عطفٌ . الثالث : أَنْ يوجَدَ فيه تَكْرارٌ نحو : " الأسدَ الأسدَ " وقرأ زيد بن علي " ناقةُ الله " رفعاً على خبرِ ابتداء مضمرٍ ، أي : هذه ناقةُ اللَّهِ فلا تتعرَّضوا لها .