تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ} (27)

19

المفردات :

مشفقون : خائفون استعظاما لله تعالى .

التفسير :

27 ، 28- والذين هم من عذاب ربهم مشفقون* إن عذاب ربهم غير مأمون .

إنهم يخافون غضب الله وعقابه ، فلا يأمنون مكره ، ولا يجترئون على معاصيه ، وفي كتاب ( إحياء علوم الدين ) للإمام أبي حامد الغزالي ، ( باب في فضل الرجاء والأمل في رحمة الله ) ثم ( باب في فضل الخوف والإشفاق من غضب الله ) ، ثم ذكر أن الخوف والرجاء جناحان يطير بهما المؤمن في سماء الطاعات ، وإذا زاد الرجاء عن حدّه صار طمعا بدون عمل ، وإذا زاد الخوف عن حده صار يأسا من رحمة الله ، والمؤمن مطالب بالجمع بين الخوف والرجاء ، فإذا كان الإنسان في مرحلة الشباب والقوة ، وجب أن يغلّب الخوف على الرجاء حتى يعصمه ذلك من المعصية ، وإذا كان في مرحلة الشيخوخة والضّعف ، وجب أن يغلب الرجاء على الخوف حتى يلقى الله وهو متمتّع بالأمل في رحمته وقبول توبته .

إن عذاب ربهم غير مأمون .

إن عذاب الله واقع حتما بكل من يستحقّه .

قال تعالى : الذين إذا ذكر الله وجلت قوبهم . . . ( الأنفال : 2 ) .

وقال عزّ شأنه : والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون . ( المؤمنون : 60 ) .

وقال تعالى : فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون . ( الأعراف : 99 ) .