نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ} (27)

ولما كان{[68403]} الدين معناه الجزاء من الثواب والعقاب ، وكان ربما صرفه صارف إلى الثواب فقط للعلم بعموم رحمته سبحانه ، وأن رحمته غلبت غضبه ، صرح بالعقاب فقال : { والذين هم } أي بجميع ضمائرهم { من عذاب ربهم } أي المحسن إليهم ، لا من عذاب غيره ، فإن المحسن أولى {[68404]}بأن يخشى{[68405]} ولو من قطع إحسانه ، وإذا خيف مع تجليه في مقام الإحسان كان الخوف أولى عند اعتلائه في نعوت الجلال من{[68406]} الكبر والقهر والانتقام{[68407]} { مشفقون * } أي خائفون في هذه الدار خوفاً عظيماً هو في غاية الثبات من أن يعذبهم في الآخرة أو الدنيا أو فيهما ، فهم لذلك {[68408]}لا يغفلون ولا{[68409]} يفعلون إلا ما يرضيه سبحانه .


[68403]:- زيد في الأصل: يوم، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68404]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيحسن.
[68405]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيحسن.
[68406]:- من ظ وم، وفي الأصل: مع.
[68407]:- زيد في الأصل: قال، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68408]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68409]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.